لين غرير.. تحلق بجناح الإبداع

الثورة – رشا سلوم:

لين غرير.. طبيبة أسنان وروائية سورية من مدينة حمص، أنجزت في مشروعها الإبداعي أكثر من عمل روائي وقصصي.. تركت أعمالها أثراً جيداً لدى المتابعين للإبداع.
منذ سنوات كانت روايتها الريشة البيضاء.. والآن تأتي مجموعتها القصصية الجديدة الجناح الثالث التي احتفى بها الوسط الثقافي في حمص.
تمهد لها الكاتبة بقولها:
اخترت ورقة عادية لأفرش عليها الرصاص.. لم استعمل بندقية. يكفي قلم واحد كي يطلق الآهات قلم يريد أن يكتب يريد أن يقرأ يريد أن يتنفس أن يحيا.
لا يوجد قلم متمرد وقلم راضخ كل الأقلام متمردة.. أصابعنا هي التي تختلف فقط أصابعنا وأفكارنا هي التي تروض الأقلام كما تفعل مع الأحصنة البرية الحرة.
فإن كانت أفكارنا تتمرجح بين حبال الحرية ستترك لقلمها أرجوحة الكلمات فيحملها بين قمة جبل وقاع واد فوقه تعلو النجوم وتحته تستلقي الطبيعة.
اخترت ورقة عادية لتتحول إلى طائرة ورقية ترفعها الرياح وتحملها عالياً فتراها عيون عاشقة للقراءة تراها وتقرأ في زمن متجمد نعيشه هنا ليس لأن الفصل شتاء بل لأن الجليد يحيط بقلوبنا المتعبة ويحبس أنفاسنا في ثلاجة الواقع.

الفكرة هي فراشة يصعب اصطيادها خفيفة رشيقة محلقة غالباً… فإن حطت على زهرة لم تثقل عليها.
الفكرة خفيفة الظل تفضل البقاء في صومعتها لذلك حين تزورني استقبلها بكل الحفاوة التي تليق بها… لا تطيل مكوثاً سرعان ما تعود إلى بيتها.
الفكرة صديقتي حتى وإن كان لقاؤنا قصيراً فتصغي لي ثم تنطق بألمها واستمع لها تريد أن ترحل بعد أن أغسل قلبي بمائها وأنفخ عنه هباب المداخن ليستقبل ضوء الشمس من جديد.
أجنحتنا دوماً تجعلنا نحلق عالياً.
وحين أنجزت روايتها الريشة البيضاء، التي وجدت قبولاً جيداً حين صدورها، ولاسيما أنها تضاف إلى الأعمال الروائية التي تتناول الحرب العدوانية على سورية، حول هذه الرواية وتجربتها الإبداعية كنا قد أجرينا معها حواراً سريعاً حول تجربتها الإبداعية المتميزة
– لماذا الريشة وليس غيرها؟
في الواقع بدأت فكرة الريشة حين كنت يوماً أسير مسرعة كالعادة ووجدتها تهبط أمامي بهدوء كأنها تطيل الوقت قبل أن تصل.. تتمسك بخيوطٍ وهمية تمتد ما بين السماء والأرض.. توقفت أراقبها وقبل أن تصل الأرض حملتها معي وقررت أنها ستكون الراوية لقصصي تربط بينهم.. لم أخطط للأمر.. ربما سهلت الريشة علي التنقل من منزل لآخر، من مكان لآخر لأروي القصص.
من دواعي سروري أن يذكرك كتابي برسالة الغفران للقامة العظيمة أبي العلاء المعري.
– هل الواقع المعاش هو مصدر العمل الروائي؟
أظن أن الهم الظاهر هو الواجهة للهم العميق في داخل كل سوري.. هو كالعين حين تظهر كل ما تحمله أعماقنا. وحين أكتب عن همومنا أغرف من بحرٍ عميق جداً.. الناس جميعاً يحملون أثقالاً في قلوبهم وعقولهم لكن في سورية زادتهم الحرب هموماً وآلاماً ما زالت آثارها مستمرة اليوم ولا أدري إلى متى.
– قسمت الرواية إلى ما يشبه القص المنفصل لكنه متواصل من حيث الموضوع؟
الأحداث متقطعة مترابطة في آن، فهي مرتبطة بالزمن والتاريخ والجغرافية والراوية طبعاً (الريشة).. هي مجموعة قصص أمسكت بأيدي بعضها البعض وحلقت مع الريشة لتنقل للقارئ قصة واحدة هي حياتنا.
في الواقع الناس منذ فترة خرجت من دائرة القراءة وصار عدد المهتمين الذين ما زالوا داخل هذه الدائرة أقل.. لا يمكن إلا أن تنقسم حياتنا إلى ما قبل الأحداث وبعد الأحداث، وبالطبع الأدب هو جزء من حياتنا التي اختلفت فكيف يمكن أن يقتني الكتب من يبحث عن لقمة عيشه وقد لا يستطيع تأمينها.. كيف يمكن أن يقرأ من يفكر ليله ونهاره بأموره الأساسية ليعيش.. فرق كبير بين أن نحيا وأن نعيش. رغم ذلك وجدت في حفل التوقيع الذي أقيم في المركز الثقافي في حمص عدداً جيداً من المهتمين والمحبين رغم الظروف ورغم الكورونا.. كنت سعيدة بأننا نحاول التنفس قليلاً رغم غرقنا في حياتنا اليومية المُتعبة.
– بين الطب والإبداع.. أين تجدين نفسك؟
بين الطب والإبداع حبلٌ مجدول من الألم والأمل والحزن والفرح.. أنا أتمسك بهذا الحبل الذي يربط ما بين الأدب والطب.. أسير فوقه متوازنة.. كثيرةٌ تلك القصص في العيادة التي نادتني لأكتبها.. شغفي بالطب هو الطريق إلى شغفي بالأدب.. أحبهما معاً كأمٍ توزع المحبة بين ابنتيها.
– هل تفضلين الكتابة على الحاسوب.. أم ما زال للحبر وقعه؟
ما زالت أصابعي تحضن القلم بشوق.. أتمسك بالورق والقلم كجزء من الكتابة فملمس الورق وبياضه وتلك الخربشات التي يرقص بها القلم فوقه.. وخطي الذي قد يكون حيناً لا يُقرأ من السرعة.. كل ذلك يعني لي جداً.. أنقل ما كتبته إلى الكمبيوتر بعد ذلك وقد استخدم الموبايل لأكتب فكرة خطرت لي في مكان لا يسمح لي بالكتابة.
لين غرير مبدعة سورية تعمل بدأب وصمت ما بين الطب والأدب.. ريشتها من ألم وأمل الناس، ولذلك يبقى حبرها ندياً بطعم الحياة.

آخر الأخبار
حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد جيني اسبر بين "السبع" و"ليالي روكسي" هل نشهد ثنائية جديدة بين سلوت (ليفربول) وغوارديولا (مان سيتي)؟ مواجهة مرتقبة اليوم بين صلاح ومرموش تعادل إيجابي بين الأهلي والزمالك دراما البطولات (التجميلية)