الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
غالباً ما يُستخدم العلاج الكيميائي لعلاج السرطان، حيث تنمو الخلايا السرطانية وتتكاثر بسرعة أكبر بكثير من سائر خلايا الجسم، تتوفر العديد من أدوية العلاج الكيميائي المختلفة، ويمكن استخدام أدوية العلاج الكيميائي وحدها أو مع أدوية أخرى لعلاج مجموعة مختلفة من السرطانات.. حسب ما ذكره لـ “الثورة” مدير الهيئة العامة لمستشفى دمشق الدكتور أحمد عباس.
ولفت إلى أنه لا سلطان يعلو سلطان العلم ولكل داء دواء ولو بعد حين، ما زال العلم بدراساته وأبحاثه مستمراً لخير البشرية، مبيناً أن العلاجات الجهازية هي تلك التي تكون لها تأثيرات في جميع أنحاء الجسم بدلاً من أن تُطبق على السرطان بشكل مباشر، العلاج الكيميائي هو شكل من أشكال العلاج الجهازي الذي يستخدم الأدوية لقتل الخلايا السرطانية أو لمنع نموها.
وأوضح أنه من خلال البرنامج العلمي التعليمي المستمر في الهيئة فقد استعرض الدكتور أحمد إدريس في محاضرته مؤخراً بعنوان: “الاختلاطات العصبية للعلاجات الكيماوية” وبإشراف رئيس شعبة العصبية الداخلية الدكتور أنس جوهر أهم علاجات السرطان الكيماوية الجديدة Novel Cancer Therapies التي تشكل أملاً واعداً في الشفاء من السرطان، وآليات هذه الأدوية وتشخيص الاختلاطات العصبية وعلاجها.
وقد بدأ الدكتور إدريس محاضرته بذكر العلاجات الكيماوية التقليدية واختلاطاتها العصبية والأدوية الجديدة نذكر منها: حاصرات مستقبلات التيروزين كيناز مثل الإيميتينيب، المثبطات الحاجزية المناعية Immune Checkpoint Inhibitors، مثل حاصرات الجزيئات CTLA4 وحاصرات PD1/PDL1، وتعمل هذه الجزيئات على تنظيم الاستجابة المناعية في الجسم كي لا تهاجم الكريات البيض التائية الخلايا الطبيعية وتهاجم فقط السرطانية الغريبة.
وبين الدكتور إدريس أن بعض خلايا السرطان تستغل هذه الفرصة وتعبر عن هذه الجزيئات على سطحها وبالتالي تنجو من قتل الخلايا التائية لها، هنا يكمن دور هذه المثبطات لجعل الخلايا التائية تقتل الخلايا السرطانية، ولكن يبقى سلاح ذو حدين فربما بهذه الطريقة تقتل الخلايا التائية الخلايا الطبيعية وتحدث تفاعلات وأمراض المناعة الذاتية.
وأوضح أنه من الأمراض المناعية الذاتية التي تسببها هذا المثبطات: غيلان باريه AIDP، اعتلال الأعصاب والجذور المزمن CIDP، التهاب العضلات، أنزيم L-Asparaginase، أضداد عامل نمو البطانة VEGF مثل Bevacizumab، التي قد تسبب الاختلاطات الوعائية والخثارات بكل أنحاء الجسم.. والعلاج بالخلايا التائية بمستقبلات المستضد الخيمري CAR T Cells، هو علاج ناشئ للخباثات الدموية (سرطان الدم) الذي يستهدف الخلايا اللمفاوية البائية، في الأحوال الطبيعية فإن الخلايا الطبيعية لا تحتوي على مستضدات غريبة تتعرف عليها الكريات البيض.
وأشار الدكتور إدريس إلى أنه تحاول الخلايا السرطانية تقليد الخلايا الطبيعية بعدم التعبير عن المستضدات (الجزيئات السطحية) أو التعبير عن مستضدات كثيرة تربك الجهاز المناعي، هنا يأتي دور هذه الطريقة من المعالجة.. ونحاول أن نجبر الخلايا التائية على التعبير عن مستقبلات على سطحها تسمى المستقبلات الخيمرية بوساطة فيروسات تحقن داخل الخلايا التائية، والخيمر Chimera هو وحش أسطوري يوناني له رأس أسد وجسم شاة وذيل أفعى وكأن الأجزاء الأخرى هي دخيلة جسم هذا الأسد، وبالتالي عندما تواجه الخلايا التائية المعدلة الخلايا البائية السرطانية تستطيع قتلها.
وأضاف: إن الخلايا البائية هي في الأساس كريات بيض، وعند قتلها يمكن أن تتحرر كمية هائلة من المواد تسمى السيتوكينات، تسمى هذه المتلازمة عاصفة السيتوكين، لها من آثارها الجانبية على كل أعضاء الجسم بما فيها الجهاز العصبي المركزي وتسبب طيفاً واسعاً من الأعراض العصبية، كما تم ذكر أساليب الوقاية من الاختلاطات العصبية لعلاجات السرطان والعلاجات الداعمة له.