قد يبدو المشهد ضبابياً ويوحي بشيء في الأفق تلوح معالمه والذي سيترك أثراً على مستوى العلاقات الدولية ورسم الخارطة السياسية للمنطقة والعالم.
الولايات المتحدة الأميركية التي اعتادت على فرض قواعد اللعبة كيفما شاءت خلال العقود الماضية بسبب عنجهيتها وغرورها الذي وصل إلى مرحلة ” البطر” من خلال خلق النزاعات الدولية ومن ثم إدارتها بالطريقة التي تحقق أهدافها سواء كانت عسكرية أم سياسية واقتصادية .. الأمر الذي انعكس سلباً على الأمن والسلم الدوليين والذي لا تقيم له واشنطن وزناً.. فهي مستعدة للقضاء على العنصر البشري وإشعال حروب عالمية مقابل أن تبقى متسيدة على عرش العالم.
الولايات المتحدة رغم كل ذلك فهي اعتادت أن تحارب العالم بأدوات إرهابية في السنوات العشرين الأخيرة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال حروبها بدءاً من فيتنام وليس انتهاء بالعراق وأفغانستان.
من هنا نرى كيف عملت الولايات المتحدة وباعتراف قيادتها على خلق ورعاية وتمويل التنظيمات الإرهابية في سورية بعد أن شعرت بقلق مزدوج على مشاريعها الإرهابية في المنطقة وعلى وليدها المشوه “الكيان” خاصة بعد الهزائم المتكررة والتي بدأت في حرب تموز والتصريح لقادة المقاومة آنذاك بأن زمن الهزائم قد ولى .. وبدأت مرحلة الانتصارات والتي لن تتوقف حتى إعادة الحقوق وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
ملامح انهيار الكيان بدأت وتوسعت مع “طوفان الأقصى” و ما التخبط الذي يمر به الكيان اليوم إلا بداية النهاية لنصر قريب لمحور المقاومة خاصة بعد عملية “الهدهد” التي أرعبت الكيان وكذلك الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين الذين يتوجعون في البحر الأحمر.
لقد تغيرت قواعد اللعبة وعلى الولايات المتحدة أن تعترف بذلك وتسلم بأن نظام دولي متعدد الأقطاب بات أمراً واقعاً وأن محور المقاومة المنتشي بنصره سيفرض شروطه على طاولة المفاوضات نظراً لما يملكه من أوراق تؤهله أن يكون مفاوضاً قوياً.
سورية التي تشكل عامود محور المقاومة الأساس هي التي أفشلت مخططات ومشاريع الولايات المتحدة والصهيونية العالمية ووضعت “اللبنة” الأولى لنظام دولي جديد قوامه العدل والسلام.

السابق