الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
تحت عنوان (قانون تمجيد الإرهاب الفرنسي ونهاية عصر النفاق الغربي)، نظمت مؤسسة القدس الدولية (سورية) بالتعاون مع اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني والفصائل الفلسطينية المقاومة، ندوة سياسية تحدث فيها الباحث والكاتب عدنان عزام الخبير بالشأن الأوروبي، تناول فيها مخططات الغرب لتشويه صورة العرب في الإعلام الغربي ومدى تأثيره في إحداث هذا التشويه والانتقال به من صورة “الذليل الخانع” إلى صورة “الإرهابي”، مشيراً إلى دور فرنسا في نشر الخطر الصهيوني والذي سبق دور بريطانيا والولايات المتحدة.
وتحدث الباحث عزام عن تجربته ومعايشاته للواقع الأوروبي الغربي، وكيف بدأ اليوم بالتحول خاصة بعد السابع من تشرين الأول 2023، وما أحدثه العدوان والاحتلال الصهيوني الغاصب من جرائم يندى لها جبين البشرية في غزة، وكذلك صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال وأنه اكتسب تضامن الشعوب الأوروبية والغربية وكذلك الشعب الأميركي وأن الحراك الشعبي والطلابي الأوروبي والأميركي أحدث هذا التحول في الموقف الغربي تجاه القضية الفلسطينية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، مؤكداً أن هذا الحراك غيّر الكثير من القناعات والمواقف والمصطلحات لدى الأوروبيين، حيث تصاعد الاعتراف الأوروبي بالدولة الفلسطينية وصاروا يطلقون مصطلح الكيان الصهيوني والجريمة الصهيونية.
ورداً على سؤال لـ “الثورة” حول حقيقة هذا التغير في الموقف الأوروبي والغربي عموماً على أرض الواقع أم لا يزال ضمن الإطار الإعلامي، خاصة بعد تقدم اليمين في الانتخابات الفرنسية والبرلمان الأوروبي، أشار الباحث عزام إلى أن التغير حقيقي ويحتاج إلى وقت، منوهاً بأن ما جرى في الانتخابات يدخل في إطار اللعبة السياسية والتحكم بالقرار السياسي الفرنسي من قبل التحالف الانكلوساكسوني وتكريس هيمنته عليه وذلك من خلال تأثير اقتصادي على الأطراف السياسية الداعمة لكيان الاحتلال.
بدوره، مدير عام مؤسسة القدس الدولية – سورية الدكتور خلف المفتاح، والذي أدار الندوة، أشار إلى أن الموقف الرسمي الغربي بدأت مع حرب غزة تنكشف حقيقة أكاذيبه وانحيازه المشبوه للكيان الصهيوني الغاصب وأنه أصبح في مأزق أخلاقي فضحته ممارسات هذا الكيان في غزة من جرائم وقتل وتدمير وتهجير قسري.
وبيّن الدكتور المفتاح السلوك السياسي الفرنسي العنصري تجاه العرب والفلسطينيين، والذي تجسد في دعم كيان الاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وهو ما يتناقض مع شعارات الحرية وحقوق الإنسان والعدالة التي جاءت بها الثورة الفرنسية.
وأشار الدكتور المفتاح إلى أن المطلوب اليوم أن نصحح هذه الصورة ونوضح حقيقتها للرأي العام العالمي لاسيما الرأي العام الأوروبي حتى يدفع بحكوماته لتنحاز نحو الحق وأصحاب الحق وتعرية العدوان الإسرائيلي والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم لحقوقه، داعياً كل المنابر الإعلامية وذات التأثير السياسي إلى التحرك والتواصل مع الأصدقاء الأوروبيين التي عبر عنها في المظاهرات في فرنسا وأوروبا وأميركا لاستثمار الموقف الجديد ونزيح هذا الحاجز النفسي عن الشباب في أوروبا وتحريرهم من الكابوس الذي يمارس عليهم لمنعهم من قول الحقيقة تجاه الممارسات الصهيونية ضد العرب والفلسطينيين خاصة.
ورداً على سؤال لـ “الثورة” حول كيفية استثمار هذا التحول والتغير في الموقف الغربي واستثمار الحراك الشعبي والطلابي في أوروبا والولايات المتحدة، أشار الدكتور المفتاح إلى أن استثماره بتحويله إلى موقف والتواصل مع القوى الصديقة المؤيدة لقضايا العرب العادلة. وقال: إنه بعد كسر هذا الاحتكار الإعلامي أصبحت الصورة واضحة ويمكننا استثمار ذلك لتقديم روايتنا الصحيحة الحقيقية عبر الإعلام، وبالتالي يتشكل موقف عام يؤثر على المستوى السياسي ويمكنه أن يؤثر على الموقف الرسمي الأوروبي.
حضر الندوة الدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وممثلون عن قيادات الفصائل الفلسطينية المقاومة وحشد من الباحثين والإعلاميين.