الثورة – رفاه الدروبي:
عرضت التشكيلية رنا عثمان 27 لوحةً إنسانيةً، مُركِّزةً على قماش البروكار الدمشقي، مُجسِّدةً فكرتها بحكايات بين الأشخاص فظهرت الجدةُ والأمُّ والأحفادُ، ما يعني ضرورة انتقال المهنة بين الأجيال المتعاقبة واستعادة جلساتهم الحميمة في لفِّ الحرير، حيث كان الرجل عنصراً مساعداً ومُكمِّلاً للمرأة في بعض اللوحات.
التشكيلية عثمان أشارت إلى أنَّها استوحت فكرتها من التراث اللا مادي «البروكار الدمشقي»، مُبيِّنةً مدى جماليته وعراقته وتميُّز خيوطه عبر التاريخ، إذ لجأت الجدَّات إلى لفِّ الحرير على بكرات خيوط خاصَّة جسَّدتها في لوحتين مُتقابلتين بحجم كبير، لافتةً إلى أنَّها أظهرت جمال الخيوط الذهبية كي تعكس مكنوناتها عن الحبِّ والجمال، مُركِّزةً على المرأة كعنصر مُهمٍّ في تصنيع القماش، ولكنَّها لم تدخل في تفاصيل اللوحة، وإنَّما مرَّت عليها بشكل عابر وبشفافية سيطر عليها اللون الترابي، وبما يناسبه من الألوان الأخرى، فبدا الأشخاص وكأنَّهم بحالة احتفالية في مهرجان ربيعي يحتفي بالبروكار.
وأكَّدت التشكيلية عثمان على أنَّها جعلت الخطوط بحالة انسيابية في أغلب لوحاتها رسمتها على شكل خطوط لونيَّة نافرة كي تُشكِّل خيط الحرير، طارقةً باب المدرسة الواقعية التعبيرية في موضوعاتها، مؤكِّدةً على أنَّها استخدمت ألوان الإكريليك والزيتي والباستيل الطباشير، اختارتها بشكل فطري لحالات محاكاة إنسانية دافئة فيها شفافية مع التركيز على القماش، موازنةً بين الهارموني العام للوحة وتناغم الخطوط واسترسالها وتوزيع الأشخاص وميلان رؤوسهم، وحركات نابعة من حالة الترابط العائلي والأدوات في اللوحة، الموزَّعة بشكل مدروس والمقدَّمة في معرض عنوانه «بروكار» ضمته صالة زوايا الفنية.