الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
لا يمكن التعاطي مع الرواية السورية دون الحديث عن الروائي حنا مينا، أديب البحرالذي نحونا من الغرق فيه بعد أن قرأنا روايات الشراع، العاصفة،المرفأ البعيد،الياطر….
الروائي الذي أعلن أنه لم يعرف الحبّ سوى في الروايات، حكايته مع البحر لاتنسى فقد اعتبر أن معظم أعماله مبللة بمياه
أمواجه، بل تطرف يوماً وقال :(أنا البحر، فيه ولدت، وفيه أرغب أن أموت…)
إلى جانب عشقه للبحر، كرّس الروائي حياته للدفاع عن الفقراء والمسحوقين محولاً تجربته الروائية إلى رحلة وعي مستمرة تتطورمع استمرارك في قراءة أعماله.
وأنت تتنقل بينها تكتشف كيف يمنح الرؤية للناس لمساعدتهم على الخلاص من كلّ مايعيق تطلعهم نحو حياة مغايرة.
وحين تتحول قراءة الرواية إلى وعي حينها تعتبر ليست مجرد متعة شخصية بل يمكنها أن تنشر تلك الرؤى على مجتمع يبدو واقعه الحالي يحتاج لظلال تنويرتعيد للفكرة قوتها، وللرواية رسالتها كي تمكننا من رفض كلّ هذه السطحية والتمسك بالجوهر.
لقد حمل مينا مختلف رواياته رسائل قوتها من قدرتها على التأثير، لمساعدتهم على الخلاص من حمأة الجهل، والسير بهم نحو المعرفة، والتي هي الخطوة الأولى في المسيرة الكبرى نحو الغد الأفضل».
لقد كتب لكلّ الناس للفقير قبل الأمير. كان يقول:( يقرأ الناس أدبي في الغرب كما يقرؤونه في العالم العربي، وتدرس رواياتي في خمس جامعات أميركية. أنا الحجر الذي رفضه البناؤون، وأصبح فيما بعد حجر الزاوية).
تيار الواقعية لايزال حتى الآن يعتبر حنا مينا أحد أركانه الرئيسيين رغم رحيله،لانزال نتلمس إنسانيته التي لطالما حققها من خلال السعي لتحقيق إنسانية الناس.
العدد 1200– 6-8-2024