الملحق الثقافي-ديب علي حسن:
ما من حقيقة مطلقة أبداً والقول المعروف الحقيقة قبل جبال البيرينيه غير ما بعدها.
فما نراه نحن حقيقة قد لا يراها الآخر كذلك.
وإذا كنا في عصر البث المباشر للحدث، وهو يقع نراه بأم العين، ومع ذلك ثمة من يعمل على تحريفه وتشويهه ونقله بشكل آخر.
فما بالك بما حدث منذ آلاف السنين، وتم نقله عن طريق (العنعنة) أي عن فلان وعن إلى شخص محدد ..كل من يرويه قد يزيد أو ينقص ما يحلو له.
هذا يدعونا لأن يكون منهج الشك درباً لقراءة وتأمل ما حدث، فالسرديات الكبرى مملوءة بالخيال، وغالباً لا تحمل من الواقع أو الحقيقة إلا بذرة صغيرة تغطيها الإضافات التالية لتصبح غير صادقة بل تتحول إلى أسطورة.
الأسطورة ليست تاريخاً أبداً قد تحمل معاني جمالية ودلالات لكنها خارج القراءات الفعلية..
التحقق من التاريخ ليس متاحاً، فهو ليس تجارب مادية يمكن أن تعاد، ولهذا كان المؤرخون الجدد الذين يعملون على إعادة القراءات وفق قرائن دالة على الأحداث قد تكون صغيرة أو كبيرة لكنها تضيف الكثير، وهذا يخضع بالنهاية للمقارنة والتحليل والتركيب ثم الوصول إلى خلاصات ومقاربات قد تكون قريبة من الحقيقة.
وهو ما يسمى القراءات الجديدة للتاريخ.
العدد 1201 – 13 -8-2024