د. مازن سليم خضور:
شكَّل اغتيال إسماعيل هنية حدثاً مهماً في تصعيد التوتر الموجود أصلاً بين إيران والولايات المتحدة من جهة، وإيران والكيان الإسرائيلي من جهة أخرى، فقد أثار هذا الاغتيال الغضب الشديد في الجمهورية الإسلامية كونه حدث في أراضيها، ودفعها إلى اتخاذ خطوات تصعيدية، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو العسكري وحتى النفسي للاحتلال.
ما هي الحرب النفسية التي تشنها إيران رداً على هذا الاغتيال؟
تتبع طهران استراتيجية التهديد المباشر فقد هددت بالانتقام بشكل قاطع، وأشارت إلى أنها سترد على هذا الاغتيال بـ “الوقت والمكان المناسبين” وهي تحاول تعبئة الرأي العام في الداخل والخارج وتركز على توجيه رسائل قوية إلى الدول الغربية وتحذر من “عواقب وخيمة” كونها الداعم الرئيسي لهذه الاعتداءات وتسعى إلى خلق ضغط دولي على الكيان والولايات المتحدة، وإجبارها على التراجع عن سياستها في دعم المجازر والاعتداءات التي يشنها الاحتلال.
والأهم تحاول إيران التأثير على معنويات جيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة وتُركز على القدرات العسكرية لها، وتُظهر صوراً لـ “الأسلحة المتطورة” التي تُهدد باستخدامها ولاسيما منظومات الدفاع الجوي والمسيرات والصواريخ البالستية وصواريخ كروز ومن جهة ثانية تستخدم التهديدات المباشرة والمغلفة بالرمزية للجمهور الإسرائيلي لتعزيز هذه الحرب النفسية فمثلاً، تستخدم عبارات مرسلة عبر رسائل نصية وصلت للإسرائيليين مثل “انتظار الموت أصعب من الموت نفسه” لإثارة الخوف والتوتر في صفوف العدو، ورسالة “سندفنك الأسبوع المقبل”.
كذلك تلقى الكثير من الإسرائيليين، رسائل نصية على هواتفهم النقالة تبلغهم بأنهم “سيتم دفنهم الأسبوع المقبل”، في رسالة تهديد واضحة بالقتل تسببت بالذعر، فيما قامت الشرطة ووزارة الاتصالات ومقر الأمن السيبراني بحظر الحسابات التي أرسلت الرسائل النصية، وبدأت تحقيقاً لمعرفة من يقف وراء إرسال الرسائل!
و تُركز أيضاً إيران على إبراز “التكلفة الباهظة” التي ستُلحقها بـ “العدو” في حال شن هجوماً عليها بالإضافة للرسائل النصية المهددة للإسرائيليين كأداة لتعزيز الحرب النفسية وإثارة الخوف والتوتر في صفوف المستوطنين والتي تحدثت عنها وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وفي الختام تشكل الحرب النفسية الإيرانية جزءاً هاماً من استراتيجيتها في الرد وهي ما أشارت إليه وسائل الإعلام الإيرانية تحت عنوان ‘الذبح بالقطنة’.. وهو من الأمثال الإيرانية التي تشير إلى التأني في انتقاء الهدف وتأمين كل الإمكانات والظروف لاستهدافه بدقة دون أي خطأ.