الثورة – أنا عزيز الخضر:
ترتقي مهمة الإبداع عندما تتمكن تفاصيله ومفرداته في اطلاعنا على غنى النفس البشرية، ليتم استحضار تساؤلات وافتراضات، يمكنها أن تقدم بعض الأجوبة، بل تثير التفكير من البحث والفضول حول غنى وأسرار واحتمالات كثيرة دوماً استفزت الفكر والثقافة للبحث فيها حول النفس البشرية وتقديم مقاربات للدعوة والتفكير بعلاقتها مع الحقائق المعاشة.. هذا ما أثاره العرض المسرحي ‘هو احتراق” من إعداد وإخراج ليال الهادي.
وحول العرض وأسلوبه وعالمه قالت: يناقش العرض حالة وعي الذات الإنسانية لخيالات الروح فيما بعد الموت، ترى أين تكمن حقيقة الحياة التي نعيشها أم أن هناك حياة روحية أزلية سرمدية؟ وهل هذه الروح تعي ذاتها؟
على هذه المسافة يقدم العرض عبر محاكمة منطقية لهذه المرحلة.. فالزمن فيها لا يشبه الزمن والمكان فيها ليس بالمكان.. عتمتها مختلفة، ونورها مختلف، فنحن نرى الحياة من خلال عتمة أجسادنا، ولا أحد يستطيع أن يرى الروح ولكنها تتساءل هل أنا أنا؟ أم أنا أنت أم أنني الآخر؟ أم أنني المتشظي؟ ترى هل هناك مرشد؟ أم علينا أن نكتشف الخلاص من جديد..
أم ترانا نتسرب في العدم، خيالات غير محدودة يقدمها العرض بإيقاع واستعراض صاخب، يضج بالحياة.. فقد اعتمد العرض أسلوب الأداء الواقعي، فهو يحقق متعة في الأداء ومصداقية في المحاكاة مع الآخر، ومتعة إضافية من خلال الرقص التعبيري والاستعراض، الذي يصنع دهشة لدى المتلقي، ويحافظ العرض على إيقاع جذاب، فالقضايا الفكرية تحتاج إلى هذا الأسلوب للتخفيف من الحالة الذهنية.
هو احتراق عبارة عن احتراق عندما نقول بأننا نتسرب في العدم فهذا الاحتراق عينه.. تساؤلات كثيرة تم إثارتها وهذه أجمل مهام المسرح.