بعد حوار تفاعلي شامل طموح.. هل من واقع ملموس لرواد الأعمال الشباب.. تعبد فيه جسور التلاقي والحلول

الثورة – دمشق – غصون سليمان ومريم إبراهيم:

عكس ملتقى الاستثمار الريادي بنسخته الثالثة فرصة ٢٠٢٤، الذي نظمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية بالتعاون مع مؤسسة سورية لرواد الأعمال الشباب مشهداً جدياً عاماً.. لم يكن مجرد ورشة عمل تلقى فيها مجموعة عناوين ومحاضرات.. بل كان الأمر أكثر شمولاً ودقة ومعرفة بالأهداف والطموحات التي يجب أن يصل إليها المشاركون.
فمقومات عمل وتنظيم الملتقى خرجت عن المألوف لناحية التلقي في إدارة ورشات العمل وأخذت شكل الحوار المعمق الجاد والمسؤول للأطراف التي يقع عليها مسؤولية اتخاذ القرارات بما يناسب كل حالة من حالات ريادة الأعمال.
تضمن ملتقى فرصة عمل ستة عشر مشروعاً تناولت ثلاثة مسارات هي التنمية ودعم الريف والتحول الرقمي والمجال الطبي ومشاريع أخرى مختلفة، هذه المشاريع أظهرت إلى حد كبير قدرات وإبداعات الشباب السوري الطامح والذي كان همه البحث عن ابتكارات تساعد على النهوض الذاتي والمجتمعي بآن معاً، بحيث يثبت وجوده في سوق العمل متعدد الخصائص والتقنيات، وبالتالي كان من أهم أهداف الملتقى أن تصل أفكارهم المبتكرة وتلقى صدى عند الجهات المعنية لكي تتحول إلى مشاريع استثمارية ناجحة ومستدامة، عبر توفير الدعم اللازم من تأهيل وتدريب وإشراف وتمويل ومتابعة، وبالتالي يمكن تغيير آلية البحث بعمل المشاريع ليس لجهة مجرد أنها مشروعات ناشئة أو متوسطة وصغيرة، بل لأهمية احتضانها ورعايتها والأخذ بأيدي أصحابها ليصبحوا صناع خبر وتجربة وإنجاز عمل، ويكونون أيضاً نواة عملية التغيير نحو الأفضل بما يواكب تطلعات العصر.
مشروع وطن
ولعل الاتحاد الوطني لطلبة سورية وشركائه المعنيين أخذوا على عاتقهم تبني هذه المشاريع إيماناً منهم بقدرات هؤلاء الشباب والوصول إلى واقع ملموس يحققون فيه طموحهم بالتطبيق على أرض الواقع، من خلال التطلعات الكبيرة التي انطلق منها الاتحاد الوطني لطلبة سورية الذي يعتبر العمود الفقري والحاضن الرئيس الذي تبنى عليه طموحات المجتمع بالتشارك مع المؤسسة السورية لرواد الأعمال الشباب.
وهذا ما أكدته رئيس الاتحاد الدكتورة دارين سليمان حين ذكرت بافتتاح الملتقى أنه للمرة الثالثة على التوالي، تشرق شمس الريادة ويتسع المدى خطوة بعد خطوة نحو الأمام الذي رسمناه وخطيناه قبل عامين، يوم ولدت الفكرة من رحم الشعور الذي لمسناه في فكر وإبداع الشباب.. حيث راهنا على نجاح المشروع، ومنحناه إلى جانب عدد من الشركاء كل الجهد والوقت والدعم والرعاية ليصبح مشروع وطن عماده الاستثمار في الشباب، ووهج عزيمته العقل النّير المنفتح الخلاق.
فريادة الأعمال أصبحت أحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي وما توفره من فرص للأفراد لتحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع ناجحة ومستدامة، وهو هدف كان في أولويات عمل الاتحاد الوطني لطلبة سورية.


تجديد الدعم
وبالتالي فإن ملتقى الاستثمار الريادي الثالث فرصة 2024 هي لتجديد الدعم مع الشركاء لدعم رواد الأعمال الشباب السوريين، مع نخبة من الخبراء، من تدريب وتمويل لتحويل هذه الأفكار إلى مشاريع صغيرة منتجة، من خلال التشبيك مع القطاع العام وشركات القطاع الخاص الداعمة للرواد، وأهمية توظيف الأدوات للوصول للأهداف، والتشبيك كذلك بين منصة سوق العمل لوزارة الشؤون ورواد الأعمال.
فما وفره الملتقى من جلسات حوارية تهدف إلى مناقشة التحديات والفرص المتاحة لرواد الأعمال الشباب وسيكون المجال مفتوحاً لمناقشة موضوعات حيوية مثل تأسيس الشركات الناشئة، التحديات المالية، وتطوير استراتيجيات استشرافية لدعم الاستدامة والابتكار في ريادة الأعمال وبناء خارطة طريق واضحة المعالم تسهم في تعزيز التعاون بين الحكومة ورواد الأعمال، وزيادة فرص النجاح والنمو للشركات الناشئة، وتطوير بيئة ريادية أكثر دعمًا وفعالية في سورية ما يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
ومن هذا الملتقى كان الإقبال والترحيب واضحاً بكل المبادرات الخلّاقة المبدعة في مجال ريادة الأعمال، لناحية الأفكار البنّاءة القابلة للتنفيذ على أرض الواقع حيث الأبواب والمنصات الإلكترونية مفتوحة لتبادل الأفكار والحوار والرؤى بتكاتف عزيمة الجميع وهمتهم وتطلعاتهم التي تبني سورية.
ومن خلال المتابعة لحيثيات الملتقى كان التأكيد على أن العمل ينجح بالتشبيك والتشاركية مع مؤسسات الدولة، وخاصة الوزارات المعنية والجامعات والمؤسسات المصرفية ومؤسسات المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمصارف وكل الجهات المساهمة والتي أعطت هذا الجانب كل المتابعة والاهتمام، وضرورة زيادة الدعم والعمل على تعزيز التعاون مع ورواد الأعمال، والخروج بقرارات وتوصيات ينعكس أثرها الايجابي على المشروع الريادي برمته.

رئيس الاتحاد أوضحت أنه عندما تُذكر الريادة وجوانب هذا المشروع نذكر مدى الرعاية والاهتمام الذي أولته السيدة الأولى أسماء الأسد (أمنياتنا لها بالشفاء والسلامة والعافية) والجهد الكبير الذي وضعته وقدمته لنحصد ثماره اليوم في واحد من أهم مشاريع الوطن.. ولأننا مؤتمنون على متابعته ونجاحه سيكون الجهد مضاعفاً في الفترة القادمة.


ونتطلع معاً بالتعاون والتشارك مع الجميع للعمل نحو تطويره وإغنائه ومأسسته ليأخذ مساره المهني والعملي والإبداعي والتمويلي المستقل، وليكون بوابة لاحتضان المبدعين الشباب في وطننا، وطريق نهضة وتنمية وبناء.. مستلهمين الفكر والعزيمة والأمل من السيد الرئيس بشار الأسد.
الهدف تمكين الشباب
رئيس مجلس أمناء مؤسسة سورية لرواد الأعمال الشباب معتز سكرية أكد في مداخلاته المتعددة حرص المؤسسة على تقديم تطويرات جديدة في هذا المسار لدعم وتمكين الشباب السوري للعمل على المشاريع الريادية ضمن قطاعات خاصة الأمر الذي يمكنهم من صناعة مستقبلهم بيدهم، معرباً عن أمله بتأسيس منصة خاصة لرواد الأعمال والمشروعات الناشئة تكون إجراءاتها أبسط، وبالتالي لا بد من دعم الشباب ليخدموا بلدهم ويحققوا أحلامهم.
وجهاً لوجه
لطالما كنا بقلب الحدث لم يكن هناك عائق بين المتحدث والمتلقي فالجسم الحكومي بوزارته المعنية من التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، والمالية، والمصارف والبنوك ووزارة الاتصالات والتقانة، والتجارة الداخلية، والشؤون الاجتماعية كان حاضراً ومنصتاً بكل شفافية لتساؤلات واستفسارات رواد الأعمال عبر الجلسات الحوارية الثلاث بجوانبها المتعددة منها المالي بما فيه التمويل والضرائب وتسهيل الإقراض، وركزت التساؤلات على أهمية تقييم الوضع الحالي لتوفر التمويل للشركات الناشئة والسياسات الضريبية ومراجعة السياسات الحالية التي تؤثر على الشركات الناشئة مع تخفيض العبء المالي خلال المراحل الأولية لتطوير الأعمال ومنع الازدواج الضريبي بحيث يتم إما دفع رسوم هيئات ناظمة أو ضرائب وليس كليهما.
إضافة إلى تطوير استراتيجيات استشرافية تضمن الدعم المستمر والاستدامة لريادة الأعمال. بما في ذلك الابتكار واعتماد التكنولوجية والبيئات التنظيمية المرنة والاستدامة طويلة الأجل.
المناقشات أوضحت وجهات نظر جميع الأطراف وأزالت الكثير من الغموض وربما اللغط حول تحديات الملكية الفكرية والسجل الصناعي ليتبين أن الكثير من الحلول هي موجودة على الأرض في القوانين لناحية تبسيط الإجراءات، فكانت العديد من إجابات الجهات المعنية فيها حلول ومعالجات جزئية، وبعضها الآخر سيؤخذ بعين الاعتبار ولحظها في تطوير التشريعات.
فعلى سبيل المثال لا الحصر كان التأكيد في الجانب المالي والمصرفي أن لا شيء يمنع من دعم مشاريع رواد الأعمال شرط أن تكون محققة لأهدافها إذ تم فتح باب الإقراض، وتستطيع المصارف أن تمول جميع المشاريع، مع الحرص على تذليل كل العقبات أمام رواد الأعمال وتمكينهم، إضافة إلى تنمية المشاريع الموجودة لتكون مساهمة بقطاعات العمل وتكون عصب الاقتصاد الوطني.
ولاحقاً هناك ورشات عمل للاقتصاد لتحديد مسؤوليات الوزارات المعنية بموضوع الملكية الفكرية، وبراءات الاختراع شرط أن تكون الطلبات المقدمة من قبل رواد الأعمال محققة للشروط المطلوبة والتي من أهمها موضوع الابتكار، إذ لا يمكن منح براءة اختراع على اختراع موجود.
الملتقى بغناه المعرفي والذي يتطور عاماً بعد عام تبقى التساؤلات مشروعة مع كل هذا الزخم وتشريح معظم المعطيات على طاولة بحث الجامعة لكل ما تم طرحه وضرورة تلمس إيقاع الحلول المطلوبة التي تضع النقاط على الحروف مختصرة للوقت والجهد دون مماطلة أو تسويف من شأنها تحقيق بيئة محفزة تساعد على نشر ثقافة ريادة الأعمال التي من شأنها أن تحل العديد من المشكلات التي تقف ربما عائقاً أمام تحقيق الطموحات.
كإنشاء صندوق استثماري لدعم ريادة الأعمال وبرامج للتحفيز، بهدف اكتشاف المبادرات التي يمكن أن تقدمها الجهات الحكومية كالتخفيضات الضريبية، والمنح، والإعانات التي تشجع رواد الأعمال على تنظيم أعمالهم ما يضفي عليها الطابع الرسمي بعيداً عن العشوائية والفوضى التي تعرقل ربما تحقيق الهدف والنتائج المطلوبة.

آخر الأخبار
ماذا لو عاد معتذراً ..؟  هيكلة نظامه المالي  مدير البريد ل " الثورة ": آلية مالية لضبط الصناديق    خط ساخن للحالات الصحية أثناء الامتحانات  حريق يلتهم معمل إسفنج بحوش بلاس وجهود الإطفاء مستمرة "الأوروبي" يرحب بتشكيل هيئتَي العدالة الانتقالية والمفقودين في سوريا  إعادة هيكلة لا توقف.. كابلات دمشق تواصل استعداداتها زيوت حماة تستأنف عمليات تشغيل الأقسام الإنتاجية للمرة الأولى.. سوريا في "منتدى التربية العالمية EWF 2025" بدائل للتدفئة باستخدام المخلفات النباتية  45 يوماً وريف القرداحة من دون مياه شرب  المنطقة الصناعية بالقنيطرة  بلا مدير منذ شهور   مركز خدمة الموارد البشرية بالخدمة  تصدير 12 باخرة غنم وماعز ولا تأثير محلياً    9 آلاف طن قمح طرطوس المتوقع   مخالفات نقص وزن في أفران ريف طرطوس  المجتمع الأهلي في إزرع يؤهل غرفة تبريد اللقاح إحصاء المنازل المتضررة في درعا مسير توعوي في اليوم العالمي لضغط الدم هل يعود الخط الحديدي "حلب – غازي عنتاب" ؟  النساء المعيلات: بين عبء الضرورة وصمت المجتمع