رحيل المتطوع علاء خضور.. يجسد درساً في الإنسانية والعطاء

الثورة – زهور رمضان:

تناقلت العديد من المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل نبأ وفاة الشاب علاء علي خضور “شهيد الإنسانية”، متأثراً بجروحه التي أصيب بها أثناء قيامه بمهمة إطفاء الحرائق في منطقة عين الكروم في جبال سهل الغاب شمال حماة.
واجب إنساني.

توفي الشاب علاء علي خضور متأثراً بحروقه وإصاباته البليغة إثر تلبيته نداء الواجب الإنساني ومشاركته إلى جانب زملائه يداً بيد مع رجال الإطفاء في إخماد النيران التي اشتعلت بالإحراج في مناطق الغاب.

وقد حدث هذا خلال موجة حرائق شديدة اجتاحت المنطقة خلال مطلع شهر آب الحالي، حيث انخرط علاء وزملاؤه ضمن فريق سقراط التطوعي على عجل في جهود مباركة وشجاعة لمكافحة النيران وإنقاذ الأرواح والممتلكات.

فأثناء عمليات الإطفاء، تعرض الشاب علاء لإصابات بالغة نتيجة الظروف الخطرة ولهيب النيران الهائلة والبيئة المشتعلة والدخان الكثيف، ونقل على إثرها إلى مستشفى السقيلبية لتلقي العلاج ثم تم تحويله لاحقاً لمستشفى حماة الوطني، ومنه إلى المستشفى الوطني في طرطوس، إذ لقي وجه ربه بعد معاناة مع الحروق استمرت لأكثر من أسبوع.

ذكر أحمد عليشة- عم الفقيد علاء، أنه وخلال مشاركة صهره علاء مع المجتمع المحلي بإطفاء الحرائق المشتعلة في أحراج الغاب والتي اقتربت من منازل المواطنين مؤدية لتهجير عائلات بأكملها وخلال اقتحامه للصفوف الأمامية المباشرة مع النيران من دون خوف أو جزع، ونتيجة لسرعة الرياح التفت عليه النيران لشدتها وأدت لحروق بليغة في جسده المقاوم.

كما ذكر أخوه يامن خضور أن العديد من شباب القرية والمنطقة هبوا متطوعين للمساعدة في إطفاء الحرائق المشتعلة في المنطقة بعد وصولها واقترابها من منازل المواطنين وخلال قيام أخيه علاء بإطفاء النيران لفح لهيب النيران وجهه، فسقط على الأرض من شدة الحروق، لكنه تمالك نفسه وتحمل آلامه وحاول التراجع ليتفاجأ بالنيران حوله من كل جهة، فلم يجد طريقة للنجاة سوى الزحف على ركبتيه حتى تمكن من الوصول لأقرب نقطة، وبادر الشباب المتطوع لإسعافه مباشرة لأقرب مستشفى طبي.

هذا ما أكده العديد من أصدقائه أن الشاب علاء كان معروفاً بشجاعته وتفانيه في خدمة مجتمعه، إذ كان دائماً في الصفوف الأمامية خلال الكوارث والحرائق.

دعم المنظمة الإنساني

وذكر المفوض السامي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين الدكتور ماجد الركبي، للفقيد علاء عبر اتصال معه خلال فترة وجوده في مستشفى طرطوس الوطني بأنه بطل من الأبطال، وهذا الشيء ليس بالمستغرب، لأن سوريا كانت وما زالت ولادة للأبطال.

فيما بين مدير فرع المنظمة في اللاذقية ماجد صقور أن توجيهات منظمة حقوق الإنسان لمتابعة وضعه الصحي وتأمين ما أمكن لعلاجه.

وعلى الرغم من الجهود الطبية المبذولة من قبل الجميع سواء من قبل منظمة حقوق الإنسان، أو المستشفيات التي لم يبخل فيها أي كادر طبي فلم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياته، وكان تأثير الحرائق أقوى في جسده المحترق وكانت جروحه أشد نزفاً فوافته المنية متأثراً بجروحه.

وعلى الرغم أن لهيب النار كان أشد اشتعالاً من إنسانيته، إلا أن تضحيته كانت درساً للعالم أجمع ورسالة واضحة لمحبة الخير والإقبال عليه من دون أي حسابات أو خوف أو تردد، كما أن تضحيته تعد مثالاً للإنسانية جمعاء، وأثرت بشكل عميق في أهالي المنطقة وزملائه الذين شيعوا جثمانه إلى مثواه الأخير يوم أمس ضمن موكب مهيب متمنين لأهله الصبر والسلوان على مصابهم الجلل.

ولم يكن من الغريب مصادفة ذكرى اليوم العالمي للعمل الإنساني منذ أيام مع ذكرى رحيل شاب الإنسانية علاء الذي يعد فقدانه خسارة فادحة تتكبدها المجتمعات والفرق التطوعية وذلك لأنه كرس حياته لخدمة الآخرين وحماية البيئة والمجتمع.

وبعد رحيل البطل علاء لم تجد المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين (IOHR) ممثلة المفوض السامي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا الدكتور ماجد الركبي، بداً عن تقديم واجب العزاء لأهله ومحبيه، فنعت رحيل البطل علاء خضور، الذي قدم روحه وهو يواجه ألسنة النيران لينقذ غيره ويخفف عن الآخرين ألمهم.

وأكدت أن علاء حمل في جسده ألم الأرض وأهله، ورحل شامخاً تاركاً لنا درساً خالداً في التضحية والإنسانية، وقدوة في شجاعة الإقدام على حماية الآخرين.

عنوان للنخوة والشهامة والواجب

الجدير ذكره أن علاء من منطقة عين الكروم، قرية الصليحة واجه النيران في جبال الغاب الحراجية بيديه، تاركاً وراءه زوجة حاملاً في شهرها الرابع وأطفالاً صغاراً يتامى.

رحل لإيمانه أنّ هذه الأرض غالية: ترابها غالٍ، شجرها، هواؤها، ماؤها غالٍ.. ويجب أن يعرف ذلك كل من يحاول حرقها أنها غالية جداً.

ونحن هنا كمجتمع وشباب سوري نقول له “يا علاء في علياء المجد مسكنك سيخلد اسمك في كل الضمائر، وستلهم الشعراء لكتابة قصائد التعلق وحب الأرض وتلهم الأدباء أفكار الوجود والعشق الأخضر ستحكي عنك حجار الأرض وزيتونها وأشجار السنديان الشامخ بأنك كالسنديان تموت واقفاً شامخاً”.

لن ننساك يا علاء.. كنت بطلاً في حياتك وبقيت رمزاً خالداً بعد رحيلك، وستبقى ذكراك منارة للأمل والشجاعة لكل من عرفك.

آخر الأخبار
الدفاع المدني في اللاذقية يسيطر على حرائق عدة بالمحافظة غرفتا الصناعة والتجارة في حلب تبحثان آفاق التعاون وتوحيد الجهود لخدمة الاقتصاد المحلي  د.نهاد حيدر ل"الثورة".. طباعة عملة جديدة يحتاج لإجراءات إصلاحية  ينعش آمال الأهالي ببيئة أنقى.. قرار بوقف "الحرّاقات" في عين العبيد بريف جرابلس  ضبط تعديات على خطوط ضخ المياه بريف القنيطرة الجنوبي تراجع ملحوظ  في إنتاجية العنب بدرعا.. وتقديرات بإنتاج 7 آلاف طن   وزير الاقتصاد يبحث في حلب مع وفد تركي فرص التعاون والتطوير العقاري حلب تستضيف الندوة التعريفية الأولى لمشروع "الكهرباء الطارئ" في سوري الإنسان أولاً.. الصحة تطلق مشاريع نوعية في ذكرى استشهاد محمد أمين حصروني بحث عودة جامعة الاتحاد الخاصة وتسجيل طلاب جدد التحالف السوري- الأميركي يدعو الكونغرس لرفع كامل العقوبات عن سوريا لتراجع إنتاجيته .. مزارعو عنب درعا يستبدلونها بمحاصيل أخرى تركة ثقيلة وخطوات إصلاحه بطيئة.. المصارف الحكومية تراجع دورها ومهامها استئناف العمل بمبنى كلية الهندسة التقنية في جامعة طرطوس فرص استثمارية ودعم للمبدعين.. "التجارة الداخلية" في جناح متكامل بمعرض دمشق الدولي "الجريمة الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني".. التركيز على دور الأسرة في مراقبة الأبناء وتوجيههم إزالة 22 تجاوزاً على مياه الشرب في درعا سبعة أجنحة للاتحاد العام للفلاحين بمعرض دمشق الدولي.. غزوان الوزير لـ "الثورة": منصة تلقي الضوء عل... " سوريا تستقبل العالم " .. العد التنازلي بدأ.. لمسات أخيرة تليق بدورة معرض دمشق الدولي    ترامب يهدد مجددا بفرض عقوبات على روسيا