الثورة-ناصر منذر:
لليوم الثامن والثلاثين بعد الثلاثمئة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية بحق أطفال ونساء قطاع غزة، متسلحا بالدعم الأميركي «العسكري والسياسي» الذي تقدمه الولايات المتحدة بقيادة جو بايدن لمجرمي الحرب الصهاينة، ومستغلا الغطاء الإعلامي والسياسي الذي توفره معظم الحكومات الأوروبية للتعتيم على جرائم الاحتلال والحيلولة دون مساءلته ومحاسبته، فضلا عن حالة الشلل الملازمة لمجلس الأمن وعجزه عن إصدار قرار جاد وفعلي يلزم الاحتلال بوقف العدوان فورا، والسماح بإدخال المساعدات الطبية والغذائية بشكل عاجل، الأمر الذي يشجع الاحتلال على مواصلة عدوانه وجرائمه، حيث يتمادى بارتكاب المجازر الوحشية، والتي يذهب ضحيتها كل يوم عشرات الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 33 شهيداً و145 جريحاً.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 338 على القطاع ارتفع إلى 40972 شهيداً و94761 جريحاً، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
هذا وقد استشهد 5 فلسطينيين فجر اليوم جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مخيم جباليا شمال قطاع غزة المنكوب.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طيران الاحتلال قصف منزلاً في منطقة العلمي بالمخيم، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين.
كما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشمالية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وكان أربعة فلسطينيين على الأقل قد استشهدوا وأصيب آخرون مساء أمس في قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت مدرسة «عمرو بن العاص» التي تؤوي نازحين بمنطقة أبو اسكندر في حي الشيخ رضوان، ما أدى لاستشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة 25 آخرين.
على صعيد مواز قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن لديها «ما يقرب من 200 مدرسة في قطاع غزة تم إغلاقها جميعاً منذ تشرين الأول الماضي، واستخدمت العديد منها كمراكز إيواء للنازحين طوال الحرب».
وأشارت الوكالة الأممية، في منشور على حسابها عبر منصة «إكس» إلى أنه «في بعض هذه المدارس، تعمل فرق الأونروا على إعادة آلاف الأطفال إلى التعلم من خلال الأنشطة الترفيهية والدعم النفسي والاجتماعي».
وشدد المنشور على أنه خلال الـ 11 شهراً من العدوان على قطاع غزة، ما تزال «القوات الإسرائيلية» تشن «هجمات عسكرية» وبنمط واضح ومتكرر ضد الأعيان المدنية والقتل الجماعي للمدنيين واستهداف مراكز اللجوء المقام أغلبها في منشآت للأمم المتحدة، واقتراف جرائم قتل جماعية فيها، وهو ما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، وتشكل فعلاً من أفعال جريمة الإبادة الجماعية.
إلى ذلك جدد المرصد الأورومتوسطي مطالبته لجميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وكافة الجرائم الخطيرة التي ترتكبها «إسرائيل» في قطاع غزة، وحماية المدنيين هناك، وضمان امتثال «إسرائيل: لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وفرض العقوبات الفعالة عليها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات بيع وتصدير ونقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية.
كما دعا إلى مساءلة ومحاسبة الدول المتواطئة والشريكة مع «إسرائيل» في ارتكاب الجرائم، وبخاصة تلك التي تزودها بأي من أشكال الدعم أو المساعدة المتصلة بارتكاب هذه الجرائم، بما في ذلك تقديم العون والانخراط في العلاقات التعاقدية في المجالات العسكرية والاستخباراتية والسياسية والقانونية والمالية والإعلامية، وغيرها من المجالات التي قد تساهم في استمرار هذه الجرائم.
