الملحق الثقافي-علي حبيب:
كتب الدكتور أحمد داود عن الآثار العربية التي سرقوها ونسبوها لأنفسهم قائلاً :
الآثــــار العــربية جعلوهـــا رومـــانيـــة
بلادنا مملوءة بالمدن والمسارح قبل ظهور روما بآلاف السنين لكن نسبت للرومان الذين علمهم العرب العمارة كما قلنا دائماً إن البحر المتوسط لم يكن إلا بحيرة عربية.
هنالك نقاط تاريخية واجب على الجميع أن يعرفه
إذا كانت روما نفسها قد ظهرت عام 753 ق.م ففي بلادنا مدن كانت مزدهرة عام 3000 ق.م و5000 ق.م وحتى 12000 ق.م.
لكن للأسف يتم نسب الآثار المبنية في مدننا إلى روما، رغم أن هذه الآثار كانت قائمة من قبل ظهور روما نفسها.
فقد تم اختراع منهج تاريخي خاطئ على يد العلماء الغربيين، ويقوم هذا المنهج على أن يتم نسب أي آثار مبنية من قبل الميلاد إلى الحضارة الرومانية، واستمر بتطبيق هذا المنهج الخاطئ الجهات الرسمية والمثقفين في بلادنا من منطلق الجهل وليس العمد.
هل تعلمون أن الحضارة العربية امتلكت كامل سواحل المتوسط وبنت فيها المدن والقصور والمسارح والأسواق والموانئ وكل هذا قبل ظهور روما نفسها.
هل تعلمون أن روما نفسها كانت دولة عسكرية وليس لها علاقة بالفن والهندسة والعمارة، وأنها عرفت الحضارة بعد أن نجحت في احتلال الإمبراطورية القرطاجية البونيقية العربية.
كان الأساس الذي قام عليه الرومان هو تدمير المدن، فقد قاموا بتدمير قرطاج والقدس وغزة، أي إن نظرية أن الرومان أهل عمارة وتحضر هي نظرية خاطئة.
هل تعلمون أن المعماري السوري أبولودور الدمشقي هو الذي قام بتعليم الرومان البناء والعمارة، فعلمهم بناء الجسور والعمدان لتخليد النصر والأسواق، وأن البانثيون الذي هو المصدر الأول لإلهام الرومان من بنائه.
أشعر بالأسف عندما يتم نسبة المسجد الأموي الذي كان معبد جوبيتر والذي بناه أبولودور في سورية وقلعة جبل الفرديس في فلسطين، والذي بناه الأدوميون والبتراء التي بناها الأنباط إلى الرومان رغم أنها آثار عملاقة وبناتها الحقيقيون معروفون، ولهذا لا أستغرب من أن يتم نسب آثار أصغر منها للرومان.
بعد أن تعلم الرومان فن العمارة من المهندس السوري أبولودور الدمشقي قام الإمبراطور الروماني هادريان بقتله، وتم طمس دور هذا المهندس العظيم، وتم تطبيق تصاميمه دون ذكره، وهذا كان من أهم أسباب أن يتم نسب الآثار المبنية من قبل الرومان إلى الرومان نظراً للتشابه المعماري.
من المعيب عدم تطبيق معيار تاريخي واضح ودقيق في تسجيل الآثار، ففي بلادنا إذا تم العثور على جرة صغيرة يسجلونها آثاراً كنعانية، واذا تم العثور على معابد ومدن كبيرة يسجلونها رومانية، متجاهلين أموراً بسيطة ومنها المسار الزمني التاريخي، والدور العربي العظيم في الحياة الإنسانية، وكذلك لم تقم الجهات المعنية بالتسجيل باستعمال الكربون المشع ولو لمرة واحدة لمعرفة تاريخ البناء.
المصادر:
1) تاريخ سورية الحضاري القديم، الدكتور أحمد داود
2) أبولودور الدمشقي أعظم معماري في التاريخ القديم، عدنان البني
العدد 1204 –10 -9 -2024