بين الإبداع والاقتباس والإعداد

الملحق الثقافي – حسين صقر

هناك مقولة عن الكتابة تقول” إنها
كالسحر تبهر وتجذب وتبعد
وتقتل”، ولعل الكاتب الناجح يترك أثراً قوياً في نفوس متابعيه وقرائه، ولكن ليس كل من مسك بالقلم كتب، ولا كل من فتح كتاباً وقرأ فهم، إذ أن هناك رسائل يريد الكاتب إيصالها تقبع بين السطور، وربما لا تتضح من أول صفحات المخطوط.
وتختلف الكتابة باختلاف البيئة والزمان والمكان والظروف والحالة الاجتماعية والوضع السياسي والثقافي للجمهور، وهناك من يكتب من عقله ويسمى مبدعاً، وآخر يقتبس ويشرح ويضيف ويتصرف ويسهب في الشرح والتوضيح، وهو بالتأكيد لايصل إلى درجة ومكانة الكاتب المبدع، وهناك المعد الذي يأخذ النص مع تغيير بعض الكلمات والجمل، وهذا الأخير لايرقى إلى تسمية الكاتب، بل يبقى في خانة المعدين! ولهذا فالكاتب الإبداعي يكون من أميز  الكتاب فناً، لأنه يعيش مع نفسه بتحديات طوال وقت كتابته لأنه سوف يخرج بقطعة نموذجية إبداعية كل مرة أفضل من سابقتها، وبالتالي فالإبداع بالكتابة لا يأتي من فراغ بل من أفق واسع يسرح فيه خيال الكاتب بعيداً حتى عن الواقع الحقيقي والافتراضي.
وتكون الكتابة ملأى بالأفكار والمشاعر،
وتحمل صفات يصعب إيجادها في كتابات أخرى، لأنها تجذب القارئ وتتمسك به، بحيث لا تفلت القارئ عن قراءتها  إلا إذا انتهت السطور ، وختم الكاتب مقالته أو قصته أو روايته أو أي نوع إبداعي آخر.
ما سبق لا يعني أن الاقتباس نوع غير مهم في الكتابة، لأنه إحدى الدعائم المهمة في البحث العلمي على وجه الخصوص، وتختلف طريقة المقتبِس من شخص لآخر، وذلك حسب طريقة التفكير والعلم المبحوث أو المكتوب عنه، سواء كان إنسانياً أو تطبيقياً، حيث هناك من هؤلاء من يستلهمون من غيرهم طرف الخيط، من أجل تحقيق الاستمرارية العلمية، والاستعانة بقواعد متينة، ومن ثم بناء الجديد والمغاير، ومنهم من يجعل المقتَبس عكازاً يستند إليه في خطواته، دون أن يسير على خطا من سبقه.
وعلى سبيل المثال فإن مكتشف الليزر هو العالم الفيزيائي الشهير تيودور مايمان ، وبعد ذلك استمر العلماء في دراسة ما بدأه ذلك العالم، واستطاعوا أن ينظموا كثيراً من الدراسات والأبحاث العلمية، التي ساهمت في متابعة الاكتشافات، واستخدام الليزر في المجالات الطبية والهندسية والصناعية.
لهذا يمكن أن نقول: إن المُقتبسين في حدود مُعينة بمثابة مُجددين ومحدثين، وليسوا ناسخين، أو منتحلين.
أما فيما يخص الإعداد فهو كما ذكرنا النسخ واللصق مع بعض التعديل والتغيير، في وقت يحافظ فيه المُعد على روح النص، وفي موقع آخر يأتي بمعنى التهيئة والتحضير، كإعداد البرامج الثقافية والسياسية، ولايمكن اختصار هذا النوع من العمل ببعض سطور لأنه مهم بما يكفي، لكن الحديث عن الإبداع الذي سنعود إليه قليلاً يستحوذ على الفكرة المطروحة، حيث لدى المبدع محتوى يريد تقديمه، و يلقى فيه القارئ إجابته وكاتبه يحاول أن يترك بصمة في ذهن هذا القارئ بحيث كي لاينسى القصة، حيث يتحكم هذا الكاتب أو المبدع بمشاعر القرّاء، فيثير الجدل،
ويدخل في صراعات وأفكار كانت
بعيدة عن ذهنه، وهنا تظهر قوته، لأنه سوف يترتب عن ذلك أشياء ونتائج وخاتمة القصة.

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية