الملحق الثقافي- وليد مراد السباعي:
عبارة قالها العالم أديسون عندما احترق مخبره وممتلكاته وكان في سن الثمانين.. لا تتوقف الحياة بتقدم العمر… أشعر أن الشباب قد هرب مني فعلاً…ويظهر ذلك بوضوح بأشياء لا نستطيع أن نخفيها وإذا حاولنا تظهر مزيفة.
طويت الطفولة والشباب.. وأتجه بخطوات متأنية نحو الشيخوخة.
ولكن هل هناك خوف من ذلك ؟؟
هناك عنصران يكونان الإنسان.. جسده ونفسه.
فإن شاخ الجسد وعناصره، هل تشيخ النفس التي تسكنه؟
مستحيل.. ستبقى النفس مشتعلة وحية تدرك جمال الأشياء من حولها وترقص وتطرب لكل شيء جميل في الحياة.
سأل المرحوم معتصم الدالاتي وكان يجري مقابلة مع والدي رحمه الله : كم عمرك الآن؟
أجاب والدي بكل بساطة: أنا شابّ في الثمانين.
وفعلاً كان كذلك.
أننا نشبه منزلاً عتيقاً.. جدرانه متآكلة وأبوابه متصدعة، ولكن بداخله مدفأة مازالت تشتعل وتمنح الدفء ولوحات جميلة مازالت تتسلق جدرانه وموسيقا تصدح وبعض الأزهار والكتب على الطاولة.
باختصار ما زالت الحياة بداخله وهذا هو المهم.
نفوسنا ستبقى متقدة وإن شاخت بيوتها.
لنبدأ من جديد.
العدد 1206 –24-9 -2024