الثورة:
لا يمكن بناء أسرة ناجحة قوامها الأطفال وهم رجال المستقبل إلا إذا تم تلقينهم القيم والمبادئ والأخلاقيات والسلوكيات الجيدة، عندها تبني طفلك بشخصية متوازنة، فبقدر ما نتمكن من تشكيل نظام رفيع ومتكامل من القيم لدى الفرد نستطيع التحكم بسلوكه وتوجيهه وفق ما هو مأمول وما نحب.
فالحكمة تقول: “ازرع فعلاً لدى الطفل تحصد عادة.. ازرع عادة لدى الطفل تحصد شخصية.. ازرع شخصية لدى الطفل تحصد مصير البشرية”.
وأثبتت التجارب التربوية أن خير الوسائل لزرع القيم الإيجابية هي التربية القائمة على سلوكنا كنموذج يكون قدوة للأبناء.
ويحتار الأهل عن الخطوات السليمة لزرع القيم عند الأطفال فيجيبنا الخبراء مؤكدين ضرورة تحديد السلوكيات المطلوبة فالطفل حسب ذاته وفطرته بحاجة أن يكون أميناً صادقاً نظيفاً وبعيداً عن الحسد والضغينة والكراهية والحقد فهو بذلك مضطر أن يتسم بالأخلاق الحسنة ليعيش حياة اجتماعية سليمة مع الآخرين فيحب الناس وبالتالي يحبه الناس.
ويؤكد الخبراء أهمية القدوة في حياة الطفل، فالطفل الفاقد للقدوة لن ينجح بتعلم القيم وسلوكها فطفلك هو مرآتك التي ترى فيها نفسك، فانظر إلى الصورة التي تحب أن ترى نفسك فيها وتأكد من كل كلمة تقولها و كل حركة تتحركها.
كل طفل يرى في والده المثل الأعلى وفي والدته القيمة الفضلى فيلجأ إلى تقليدهما، فعندما يرى سلوكنا يتجه نحو حب النظافة والأمانة والصدق في تعاملنا عندها تنمو لديه هذه الصفات وتصبح مقدسة ومعززة لديه ويترسخ عنده كسلوك يومي لا يمكن التخلي عنه، فيعتاد عدم التفكير إلا بما هو نافع له و لمجتمعه.
يشير الخبراء إلى أن السنوات السبع الأولى هي السنوات الأساس والأكثر تأثيراً في تكوين المهارات عند الطفل وتنميتها وغرس جوانب الأخلاق والقيم والسلوكيات الجيدة، وتختلف الأساليب في زرع القيم في الأبناء فهناك من يغرس تلك القيم والأخلاق من خلال قصة أو حكاية أو موقف و يتم ذلك بالتدرج في التربية والتدريب والبناء خطوة بخطوة ولا يمكن تحقيق وترسيخ وتعزيز هذه القيم ما لم نكن نحن كآباء وأمهات قدوة ومثلا أعلى لهم، ولا ننجح إلا إذا امتلكنا الأساليب التربوية المختلفة أو نتعلمها ونتدرب على تطبيقها مع القناعة بإمكانية التغيير والتعديل وتفعيل السلوكيات وتحضير ملكات الطفل وكل ذلك يحتاج لوقت طويل وصبر وحكمة وحلم فهي عملية بناء مستمرة.
وينجح ذلك عندما نكسب ثقة الطفل عن طريق خلق جو مبني على الاحترام والتقدير المتبادل ولابد من اختيار أسلوب الثواب والعقاب ، فالثواب أو المكافأة حافز على تنفيذ السلوكيات الجيدة ويبدأ الثواب بالتدرج من الاستحسان إلى التربيت على الكتف إلى العناق والتقبيل وكلمات الثناء وما أكثرها، إلى تقديم المكافآت العينية ولا يخفى أهمية العقاب في حالة التصرفات غير السوية كالإهمال والخطأ يقابله من الأهل عقاب يتدرج أيضا بتدرج الإساءة، حتى نصل بطفلنا إلى شخصية تتمتع بالقيم والسلوكيات المطلوبة.
حسام مندو
التالي