أرباحها 70 مليار ليرة.. المهندسة أسد لـ”الثورة”: التركيز على الجودة لتعزيز التنافسية محلياً وخارجياً
الثورة – دمشق – جاك وهبه:
شهدت المؤسسة العامة للصناعات الغذائية تحسناً ملحوظاً في أدائها منذ بداية العام ولغاية الشهر التاسع من عام 2024، وتمكنت من تحقيق قفزات نوعية على صعيد الإنتاج والمبيعات والأرباح، ما جعل هذا العام علامة فارقة في مسار تطورها.
وقد أظهرت البيانات الرسمية ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، إذ عززت الشركات التابعة للمؤسسة جهودها لتحقيق زيادة ملحوظة في معدلات الإنتاج، ما أدى إلى تلبية احتياجات السوق المحلية من مختلف المنتجات الغذائية.
الشراكات مع الخاص
وأوضحت مدير المؤسسة العامة للصناعات الغذائية، المهندسة منال أسد، في تصريح خاص لصحيفة الثورة أن هذه النتائج تأتي كثمار مباشرة للإستراتيجية المتبعة في تطوير القطاع الغذائي المحلي، وبيّنت أن السياسات الاستثمارية التي تم تطبيقها، من خلال زيادة الإنفاق على المشاريع الجديدة والتوسع في خطوط الإنتاج الحالية، قد ساهمت في تحسين جودة المنتجات وتقديم أصناف تلبي تطلعات المستهلكين المحليين والدوليين على حد سواء.
كما أشارت إلى أن المؤسسة تركز بشكل كبير على تطوير الشراكات مع القطاع الخاص، بما يضمن توفير رأس المال اللازم لتوسيع المشاريع ودعم الابتكار في مجال الصناعات الغذائية، ولفتت أسد إلى أن التوجه نحو تحقيق الاستدامة الاقتصادية كان ولا يزال من أولويات المؤسسة، وتعمل على تعزيز استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام وتقليل الاعتماد على المواد المستوردة، ما يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتخفيف الأعباء على الميزانية العامة.
وفي سياق متصل، أكدت المهندسة أسد أن هذه الإنجازات ليست سوى بداية لمراحل قادمة تتطلع فيها المؤسسة إلى المزيد من النمو والتطور، كما أوضحت أن المؤسسة تسعى لتطوير خطط إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى زيادة الصادرات من المنتجات الغذائية الوطنية، ما يساهم في رفع نسبة مساهمة القطاع الغذائي في الناتج المحلي الإجمالي.
زيادة الإنتاج والمبيعات
وأوضحت أن قيمة الإنتاج السلعي الفعلي ضمن أسعار السوق الجارية لجميع الشركات التابعة للمؤسسة بلغت 480 مليار ليرة حتى نهاية أيلول 2024، مقارنة بـ214 مليار ليرة في نفس الفترة من العام السابق، ما يمثل زيادة بنسبة 224%، لافتة إلى أن هذه القفزة الكبيرة في الإنتاج تعكس الجهود المبذولة لتحسين العمليات الإنتاجية وتوسيع قدرات الشركات، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها سورية.
وفيما يتعلق بالمبيعات، أكدت أسد أن القيمة الإجمالية للمبيعات حتى أيلول 2024 وصلت إلى 426 مليار ليرة، مقارنة بـ212 مليار ليرة في الفترة ذاتها من العام الماضي، محققة زيادة بنسبة201%، معتبرة أن هذا النمو في المبيعات يدل على نجاح المؤسسة في تحسين جودة منتجاتها وتلبية احتياجات السوق المحلية، إضافة إلى جهودها المستمرة في تعزيز التنافسية والاعتماد على الموارد المحلية.
تطور في الأرباح
ومن أبرز مؤشرات النجاح التي حققتها المؤسسة هو التطور الملحوظ في الأرباح، فقد بلغت أرباح الشركات التابعة للمؤسسة قبل الضريبة 70 مليار ليرة حتى نهاية أيلول 2024، مقارنة بـ24 مليار ليرة في نفس الفترة من العام الماضي- وبحسب أسد- تعكس هذه الزيادة الكبيرة في الأرباح تحسن كفاءة الأداء المالي والإداري للمؤسسة، ما يسهم في تعزيز استقرار الشركات التابعة وتوسعها.
المشاريع الاستثمارية
وعلى صعيد الخطة الاستثمارية، أوضحت المهندسة أسد أن اعتماد الخطة بلغ 33.3 مليار ليرة، فقد تم إنفاق 17.1 مليار ليرة حتى الآن، موزعة على مشاريع الاستبدال والتجديد التي بلغت نسبة تنفيذها 88%، مؤكدة أن من بين أهم المشاريع التي تشهد تطوراً ملموساً هو مشروع توسيع خط تعبئة المياه في وحدة تعبئة مياه السن، الذي لا يزال قيد التركيب والتشغيل، بالإضافة إلى ذلك، العقد الخاص بتوسيع خط تعبئة المياه في وحدة تعبئة مياه بقين وهو قيد استكمال إجراءات المصادقة، ما يعكس التزام المؤسسة بتطوير بنيتها التحتية ومواكبة احتياجات السوق المتزايدة.
وتضيف المهندسة أسد: تعمل المؤسسة على تركيب خط جديد لتعبئة المياه بعبوات 5-10 ليترات وأخرى بالكاسات في وحدة تعبئة مياه السن، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى تعزيز قدرة المؤسسة على تلبية الطلب المتزايد على المنتجات المعبأة.
توجهات الاستثمار
وبالإضافة إلى مشاريع الاستبدال والتجديد، بلغت قيمة الاعتمادات النهائية للمشاريع الجديدة 13.8 مليار ليرة، ومن أبرز تلك المشاريع هو خط تعبئة المياه بعبوات 5-10 ليترات، والكاسات في الشركة العامة لتعبئة المياه، والذي ينتظر استكمال إجراءات المصادقة لتنفيذ كامل الخطة الاستثمارية- وبحسب أسد- تمثل هذه المشاريع الجديدة استثمارات استراتيجية تهدف إلى تعزيز الإنتاجية وزيادة القدرة التنافسية للشركات التابعة.
القطاع الزراعي
وفيما يتعلق بالتعاون مع القطاع الزراعي، شددت المهندسة أسد على أن المؤسسة تواصل متابعة استلام المحاصيل الزراعية الضرورية لتشغيل الشركات التابعة وفق المواسم الزراعية المختلفة، مشيرة إلى أن هذا التعاون المستمر يسهم بشكل كبير في ضمان استمرارية الإنتاج وتحقيق الأهداف الموضوعة، خاصة في ظل أهمية المنتجات الزراعية كمواد خام أساسية في الصناعة الغذائية.
وفي ختام حديثها، أعربت المهندسة منال أسد عن تفاؤلها بمستقبل المؤسسة العامة للصناعات الغذائية، مؤكدة أن التحسن الملحوظ في أداء المؤسسة يعكس التزامها بتطوير الصناعة الغذائية في سورية، واستمرارها في تحسين الإنتاجية وتقديم منتجات ذات جودة عالية تلبي احتياجات السوق المحلية، مشيرة إلى أن الجهود المبذولة في تنفيذ المشاريع الاستثمارية ستكون عاملاً أساسياً في تعزيز قدرة الشركات على مواجهة التحديات الاقتصادية وتحقيق الاستدامة على المدى الطويل.