كُتب ٌ… وأرصفة؟!

الملحق الثقافي- حبيب الإبراهيم:
تُعتبر ظاهرة( بسطات) الكتب في مراكز مدننا من الظواهر المألوفة والاعتيادية، هي ليست جديدة، بل تُعدّ جزءاً من ذاكرة المكان الحيّة النابضة بذكريات لا تغادرنا أبداً..
أرصفة كتب في هذه المدينة، وأخرى في أحد أهم المراكز حيوية و تجمعاً وازدحاماً، طلبة جامعات، هواة، باحثون، أدباء وإعلاميون وجدوا ضآلتهم في هذه( المكتبات )والتي تضم بسطات للكتب بمختلف أنواعها، ألوانها، أهدافها. تتوضع بآمان وبطريقة جميلة أحياناً، وأحياناً أخرى لا تخلو من الفوضى… هي معارض كتب غيررسمية تضم آلاف الكتب والعناوين وتناسب أسعارها الناس البسطاء، ومن ذوي الدخل المحدود، والذين يتعذر عليهم شراء أي كتاب من مكتبات عامة أو خاصة، وبالتالي تكون كتب الأرصفة ملاذاً رحباً لمدمني القراءة وإقتناء الكتب أو المجلات لذلك ثمة علاقة وطيدة بين أصحاب تلك البسطات والقرّاء الذين اعتادوا التوقف مطولاً أمام هذه الكتب… يتأملون… يتفحصون بهدوء العناوين، يقلبون الصفحات.. يتوقفون عند محتويات تلك الكتب والتي لا يمكن الحصول عليها من مكتبات راحت تفتقر لعناوين هامة، بسبب غلاء الورق وارتفاع تكاليف الطباعة و…
في مكتبات الأرصفة وخاصة في دمشق تجد الكتب النادرة، كتب تاريخية، علمية، دواوين شعرية، كتب دينية وفلسفية ونفسية وتراثية و… إلى جانب كتب الحبّ والطبخ والأبراج و…
كلٌ يجد ضآلته وهو مطمئن لأسعارها التي تناسب ما يملكه من نقود.. لقد ارتبطت تلك المكتبات بالذاكرة الجمعية للناس هواة القراءة واقتناء الكتب، أمكنة لا يمكن تجاوز حضورها وألقها ومتعة التوقف فيها، في أحاديث وجلسات الباحثين عن المعرفة والفكر والثقافة…
في دمشق لا يغيب عن ناظريك كتب أرصفة المتحف،الحلبوني، جسر السيد الرئيس وهي الأكبر والأغنى والأكثر تنوعاً، وكذلك في مراكز المدن في حماة (طلعة الدباغة وشارع صلاح الدين) في حمص وحلب و…هي أمكنة غير عادية، وليست عابرة، فيها من الحكايات والحكايات ما يكفي.. لا يمكن أن يغيب عن ذهن أي عابر لتلك الأمكنة وقوف الكثيرين من أعمار مختلفة رجال، نساء، شباب، صبايا…. شرائح مهنيّة متنوعة، وهي تتأمل تلك الكتب، تصافح بحنو وشغف أغلفة تلك الكتب بمختلف عناوينها،لتبدأ مع شراء أي كتاب أحاديث فيها المتعة والفائدة مع صاحب تلك البسطات والذي كرس الكثير منهم من وقته و حياته لهذه الغاية والتي أصبحت مهنة يعيشون منها.
وبمناسبة الحديث عن كتب الأرصفة والبسطات المرتبطة بها أذكر جيداً الساعات الطويلة التي كنا نقضيها ونحن نتنقل جيئة وذهابا تحت جسر السيد الرئيس، نتأمل تلك العناوين والتي لا يمكن أن نجدها في المكتبات، كان ذلك خلال دراستنا الجامعية مطلع الثمانينيات، وخلال الخدمة الإلزامية، والتدريس في أواسط التسعينيات، وفي كل زيارة لدمشق أجد نفسي مدفوعاً لتلك الأرصفة لشراء بعض الكتب النادرة.. هي حكاية عشق للكتاب بكل حالاته….
لكن ثمة مشاعر محزنة إنتابتنا ونحز نقرأ ما جرى في الأيام الأخيرة لتلك البسطات من إزالة دونما إيجاد بدائل مناسبة تليق بالكتاب والقارىء ومكانته في الذاكرة الجمعية للناس والمتابعين من كتّاب ومثقفين.
نحن مع حرص المحافظة على جمالية المدينة وجمالية شوارعها،والمنظر العام للمدينة، لكن كان يمكن معالجة هكذا أمربغيرهذه الطريقة، ونعتقد أن وجود تلك المكتبات على تلك الأرصفة يزيدها جمالاً وإيثاراً وحيوية.
وإن كان لا بدّ من نقل تلك البسطات إلى مكان آخر، يمكن تخصيص مكان محدد في هذه المدينة أو تلك ليكون سوقاً شعبياً للكتب فيه إشراف ومتابعة وخدمات ضرورية وأماكن راحة وغيرها من خدمات..
قولاً واحداً الكتاب هو كما يعلم الجميع خير جليس وخير أنيس وصاحب، وكتب الأرصفة حالة شعبيّة لا يمكن تجاوزها إنما تتطلب معالجة تنصف الكتاب والقارىء وصاحب البسطة بآنٍ معاً…… وهذا ما نأمله.
                         

العدد 1210 – 22 – 10 -2024 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع.. الاستثمار بوابة الإعمار واستقرار سوريا خيار ثابت المولدة تحرم أهالي "الصفلية " من المياه.. ووعود ! مسؤول العلاقات العامةلحملة "الوفاء لإدلب" يوضح لـ" الثورة" موعد الانطلاقة وأهدافها الرئيس الشرع : سوريا لا تقبل القسمة ولن نتنازل عن ذرة تراب واحدة الرئيس الشرع  يطرح رؤيةً لعهد جديد: سوريا في مرحلة مفصلية عنوانها بناء الدولة بأغلبية ساحقة.. الجمعية العامة تتبنى إعلاناً حول حل الدولتين توافق دولي في مجلس الأمن على دعم التعاون السوري – الدولي لإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية