الثورة – أنا عزيز الخضر:
عرض مسرحي لفت الأنظار بمضمونه وأداء ممثليه، الذين ترجموا مواهبهم بحب وثقة، ولاسيما أن العرض هو تتويج لورشة عمل لإعداد الممثل، أقامها اتحاد شبيبة الثورة لمدة ثلاثة أشهر، بإشراف الفنان محمد تلاوي، وقام بإخراج العرض، أما التأليف لعبد الغني سرميني، ولاقى العمل إعجاب الجمهور، الذي صفق لهذه المواهب الشابة، التي أدت العمل بكل إبداع واقتدار..
ويذكر أن المخرج قام بعدة دورات مسرحية مع عدة جهات، منها مديرية الثقافة واتحاد شبيبة الثورة ومعاهد خاصة في مجال التمثيل وتخريج العديد من المواهب المسرحية، التي تعمل على خشبة المسرح ومنهم العديد من الفنانين المتميزين.
حول الدورة ومنهاجها وحول العرض وعوالمه، تحدث الفنان محمد تلاوي قائلاً: في دورة إعداد الممثل لاتحاد شبيبة الثورة قمنا بتمارين عملية كثيرة.. من تمارين التركيز إلى الخيال، والليونة، والإلقاء المسرحي، واستخدام أدوات الممثل من الصوت إلى الحركة إلى التعامل مع النص المسرحي، والحركة على الخشبة.
وكان مشروع التخرج بنص مسرحي حمل عنوان “تريند”، وهو من تأليف الكاتب الشاب عبد الغني سرميني والتي كانت أيضاً باكورة أعماله في تأليف النص المسرحي، بدأنا توزيع الأدوار، والتدريب بكثير من الحماس والإصرار على تقديم الطلاب لتجربتهم الأولى على الخشبة، بكل الحب والشغف لهذا الفن الرائع، الذي يحمل بين طياته الكثير من الرسائل.
نص “ترند” كوميدي يحاكي شخصية فارس، الذي كان يعمل ضمن فرقة مسرحية، وكان همه الأول والأخير أن يكون مشهوراً وبأي طريقة، فكان يتردد بشكل كبير إلى المقاهي يشرب القهوة وبشكل شره، حالماً بتلك الشهرة إلى أن يأتي يوم، وقد تعب من هذه السهرات، وفي طريقه إلى المنزل، يقع في حفرة بجانب حمار، وبينما كان صديقه يحاول إنقاذه، وبدل أن يمسك يد صديقه، أمسك ذيل الحمار وللصدفة يكون هناك ممن يدعون الصحافة، قد شاهد هذا الأمر وصوره ونقله إلى إحدى الجرائد، التي تعنون الخبر باسمه بالخط العريض، وفي اليوم التالي يشاهد فارس اسمه بالجريدة، فيفرح كثيراً دون أن يقرأ الخبر كاملاً، ويتباهى أن اسمه قد كتبته الصحف، ويوزع الجرائد يميناً وشمالاً على أصدقائه، ليقرؤوا اسمه ولكن عند قراءتهم يضحكون ويسخرون منه، أما هو فاعتقد أنهم يغارون منه، حتى يأتي أحد أصدقائه ويقول له: كفى.. ليصطدم بأن الخبر يعرضه للسخرية، فيقرر أن ينتقم، وتحدث تطورات تعرضه للسخرية.
هنا يتخلى عنه أصدقاؤه، لأنه صار عبئاً عليهم، وهو يقرر أيضاً أن يبتعد عن حبه للشهرة، ويترك التمثيل والفرقة المسرحية، ولكن أستاذه في الفرقة يمنعه من ذلك، ويقول له ابدأ من جديد، فالحياة لا تنتهي بمجرد إننا تعرضنا لموقف ما، وأنت شاب موهوب، ولكن الشهرة، التي تبحث عنها، لها طريقها، وتحتاج إلى التعب والاجتهاد والإبداع في مجالك، وبعدها تأتي الشهرة من نتاج أعمالك، ويدعو جميع أعضاء الفرقة بعدم التنمر على صديقهم، وأن يقفوا معه.