الثورة – هرير جوانيان:
تلقّى باير ليفركوزن الألماني صفعة قوية في مباراته الأخيرة ضمن بطولة دوري أبطال أوروبا، بعد أن سقط برباعية نظيفة أمام ليفربول الإنكليزي في الجولة الرابعة على ملعب أنفيلد.
صحيح أنّ ليفركوزن واجه أندية قوية في هذا الموسم، مثل بايرن ميونيخ الألماني في البوندسليغا، وتعادلا إيجاباً (1-1)، ثم ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا، وفاز الألماني (1-0) إلا أنّ اختبار المدرب الإسباني تشابي ألونسو الحقيقي جاء أمام ليفربول تحديداً، لأنّ الريدز يُحلّق في كل المسابقات، ويُغرّد خارج السرب بقيادة مدربه الجديد الهولندي آرني سلوت.
لا يختلف اثنان على أنّ ما قدّمه ليفركوزن في الموسم الماضي كان تاريخياً، عندما حطّم ألونسو أرقاماً لم يكن أشدّ المتفائلين ينتظرها، وحقّق في نهاية المطاف لقبَي الدوري والكأس، من دون أيّ خسارة، بالرغم من سقوطه فقط في المباراة النهائية ضمن مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ).
ظنّ كثيرون أنّ ليفركوزن سيُحافظ على هذا المستوى للموسم الثاني توالياً، خصوصاً أنه لم يقدم على تغييرات كبيرة في صفوفه، بل تمسّك بمدربه الشاب وبجميع نجومه الذين ارتفعت قيمتهم السوقية بعد تألقهم بشكل رهيب، مثل الألماني فلوريان فيرتز، والنيجيري فيكتور بونيفاس، والهولندي جيريمي فريمبونغ وغيرهم.
لكنّ المفاجأة لم تدم طويلاً، فسقط محلياً مرّة واحدة حتى الآن أمام لايبزيغ، وتعادل في أربع مباريات، ليحتل المركز الرابع في جدول الترتيب، مُبتعداً بفارق سبع نقاط عن النادي البافاري المتصدّر.
لم يعُد خطّ دفاع ليفركوزن كما كان عليه في الموسم الماضي، فتراجع مستوى الألماني جوناثان تاه بشكل ملحوظ هذه الفترة بعدما قدّم موسماً مميزاً خلال العام الماضي، كذلك تراجع قلب دفاعه إدموند تابسوبا، بالإضافة إلى الظهير أليخاندرو غريمالدو، مما أظهر عيوباً وفراغات في الخط الخلفي في كثير من المناسبات، فتلقّى (15) هدفاً في تسع مراحل فقط في الدوري، وخمسة أهداف في أربع مراحل في دوري الأبطال، أربعة منها في مباراة واحدة أمام ليفربول.
هذه أزمة بحد ذاتها للمدرب ألونسو، لأنّ النادي الذي لم يعرف الهزيمة طوال الموسم الماضي (ما عدا واحدة في نهائي يوروبا ليغ)، يتلقّى الآن ضربة تلو الأخرى، وبأخطاء فردية ودفاعية فادحة في صفوفه، إلى درجة أنّ ذاك الفريق الذي عُرف بقوّة شخصيته وعودته من (الموت) في لقاءات عدة خلال الموسم الفائت، والذي قلب الطاولة على عدد كبير من المنافسين، لا يجد اليوم وسيلة لقلب النتيجة، بالرغم من أنّه لا يزال يقدّم أداءً ممتعاً في أغلب مبارياته.
من المبكر جداً الحديث عن فريق انهار بعد موسم عظيم، لأنّ الطريق لا تزال في بدايتها، وهو لم يخرج بعد من أيّ مسابقة، لكنّ الأكيد أنّ ليفركوزن اليوم لا يُشبه ليفركوزن أمس، ولم يعُد الفريق المُرعب الذي لا يُقهر، لا أوروبياً ولا حتى محلياً.
أمام ألونسو مهمة شاقة للملمة الجروح وإعادة ترتيب الصفوف قبل فوات الأوان، لأنّ خسارة كل الألقاب في هذا الموسم ستضعه في موقف لا يُحسد عليه، وسيُصبح ليفركوزن مُجرّد (فقاعة) ظهرت موسماً واحداً وتبخّرت.