الثورة – القنيطرة – خالد الخالد:
لفت مدير سياحة القنيطرة حمزة سليمان إلى أهمية الاتفاق مع المجتمع المحلي على اتخاذ العديد من الإجراءات للحد من ظاهرة القطع الجائر للثروة الحراجية في محمية جباتا الخشب، والعمل على إيجاد السبل الكفيلة للحفاظ على الغطاء النباتي من التدهور والانقراض، منوهاً بأن الإجراءات التي تم اتخاذها بدأت تعطي نتائج ايجابية وحدت من القطع الجائر، وذلك بعد اتفاق وجهاء وأهالي البلدة اتخاذ التدابير الوقائية لإيقاف عملية القطع الجائر للغابة، والمتمثلة بمنع دخول المخالفين مع آلياتهم إلى الأحراج ومن خلال قطع الطرق الحراجية وإغلاق جميع الطرقات المؤدية إلى الغابة الطبيعية، إضافة إلى تعزيز إجراءات حماية الغابات والأحراج لأي تعديات من خلال تشكيل لجنة من المجتمع المحلي بالتعاون مع دائرة الحراج والمناوبة في حماية الحراج والغابات من القطع الجائر.
وأشار سليمان لـ”الثورة” إلى أن المجتمع المحلي تكفل بدفع رواتب لـ 22 حارساً من أبناء البلدة ليتناوبوا على حراسة محمية جباتا الخشب، وبواقع مليون ومئتي ألف (راتب شهري لكل حارس)، مضيفاً أن هذا الإجراء أوقف الاحتطاب وقطع الأشجار بشكل نهائي.
وأوضح أن محمية جباتا الخشب تعد محمية طبيعية حراجية سياحية بامتياز لكونها الأولى من نوعها في محافظة القنيطرة التي تتميز بتنوع مناخي فريد، لوقوعها على السفح الجنوبي لمرتفعات جبل الشيخ في الجهة الشمالية من محافظة القنيطرة، وتبلغ مساحتها 133هكتاراً، ويبلغ ارتفاع المحمية نحو 1100م عن سطح البحر، كما تتميز بتنوع نباتاتها من الأشجار والشجيرات والجنبات والأعشاب والنباتات الطبية والعطرية، ويصل عدد الأنواع النباتية إلى مئة نوع تقريباً، ومعظم أراضي المحمية هي أراض حراجية يشغلها الغطاء النباتي الحراجي.
بدوره بيّن رئيس دائرة الحراج في زراعة القنيطرة المهندس مضر حمود تنظيم 32 ضبطاً حراجياً بسبب الاعتداء على الغابات والاحتطاب الجائر، وتم إحالتها إلى إدارة قضايا الدولة، مؤكداً أن أغلب عمليات القطع تتم ليلاً، إضافة إلى عامل هام جداً وهو وقوع بعض المواقع الحراجية على محاذاة خط وقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي وصعوبة دخول الحراس إليها، والاعتداء أيضا على الأشجار المزروعة جوانب الطرق الرئيسية.
وأوضح أنه تم حجز 3 سيارات محملة بالحطب، وتم إيداعها مدير الزراعة، وكذلك مصادرة كمية من الحطب تقدر ب 6 أطنان، منوهاً بأن من أسباب قطع الأشجار التجارة بها وارتفاع أسعارها، لعدم كفاية مخصصات العائلة من مازوت التدفئة وارتفاع سعره في السوق المحلية.
ونوه بمعاناة دائرة الحراج من عدم تعاون المجتمع المحلي في وقف الاحتطاب الجائر وقطع الأشجار في بعض المناطق الحراجية، إضافة إلى النقص الكبير في عدد عناصر الضابطة الحراجية ونقص الآليات والمحروقات للدراجات النارية والسيارات من أجل متابعة العمل في قمع المخالفات والتعديات على المواقع الحراجية وتوزع المواقع الحراجية الطبيعية بمحاذاة خط وقف إطلاق النار مع العدو الصهيوني.
يذكر أن مساحة الحراج الطبيعي في المحافظة 623 هكتاراً موزعة على محميات جباتا وطرنجة وحضر وبريقة وبئر عجم والحلس، بينما مساحة الحراج الاصطناعي فيبلغ 2020 هكتاراً في محميات كوم محيرس ونبع الفوار والعتم وعين الحمرا والطلائع وسحيتا والرفيد وصيدا، مع الإشارة إلى أن غابة بريقة وبئر عجم تم قطعها بالكامل خلال سيطرة المجموعات المسلحة على المنطقة.