التقطتْ عيناها تلك العبارة التي قرأتْها في بحثٍ فلسفي يحتفي بالفلسفة في يومها العالمي، الخميس الثالث من شهر تشرين الثاني من كل عام، مشيراً إلى أهميتها في تحصيل السعادة.
التقتْ أفكارها وتقاطعتْ مع تلك العبارة: “الأزمة ليست سوى موطن ميلاد رغبة جديدة”.
على المستوى الفردي..
هل يمكن للأزمات وتجارب الحياة المريرة، أن تكون سبيلاً للتحول نحو الأفضل..؟
صعوبات الحياة وتحدّياتها هي لحظات العمر الفارقة.. ويجوز أن نطلق عليها توصيف “وجودية”..
فثمة لحظة أو أكثر (وجودية) فارقة في حياة أيّ منّا..
وكم كانت قاسية.. ومتغطرسة.. بالنسبة لها بكميات الأوجاع التي ساقتها إليها وأحاطت بها، مؤخراً.
في يومها العالمي، أكّد البعض (الفلسفة عملية نحت شاقة بالذات)..
أما هي فاختارتْ أن تكون كلّ أزماتها.. كلّ الأزمات التي أهدتها إياها الحياة، بمثابة عملية نحت لذاتها..
ولهذا نحن لسنا سوى “منحوتات” تشكّلنا أزمات الحياة.. والفارق الذي يسجل بصمة أيّ منّا، يتمثّل بأن نجعل من ذواتنا (منحوتاتٍ) وفق إرادتنا ورغباتنا..
أن نُحيل الأزمة “ببعدها الفردي/الشخصي” مهما كانت قاسية ولا إنسانية (إلى موطن ميلاد رغبة جديدة)..
إذاً علينا أن نتقن عملية (نحت عكسية).. وبدلاً من أن تسجل بصمتها النافرة على أرواحنا، يجب أن نصنع منها مصدر رغبة.. وكل رغبة هي سر وصفة السعادة المأمولة.
الرغبة لدى سبينوزا قوة، وتعبير عن ماهية الإنسان “إنها نزوع إلى الدوام، إلى الاستمرار في الوجود، هنا تصير ماهيته (للإنسان)”.. ولدى دولوز: الرغبة فضيلة تُمنح.
كلّ ما عليها فعله الآن حشد كل تلك اللحظات المأزومة.. الموجوعة.. والفارقة وجودياً.. ربطها إلى بعضها كخزانٍ سينفجر إلى رغبات لا تَشبع من عيش الحياة والامتلاء بها.
كأنها تُعاند كل البشاعات وتصرّ على اكتشاف “الجميل” و”الخلّاق” منها..
فتسترجع مهارتها بالنبش والحفر..
تحفر عميقاً ما وراء الأزمة.. خلفها.. تحتها.. تنبش كل ما حولها.. بحثاً عمّا تخبّئه من إمكانية تختزن رائحة (رغبة) جديدة قادمة تلوح لها بالكثير من وعود السعادة.