الثورة – غصون سليمان:
اتسمت انطلاقة مؤسسة وثيقة وطن منذ تأسيسها عام ٢٠١٦ بالعمل الدؤوب والهادئ، لم تتوخ فيه البروز والشهرة، بل كان الهدف الإنتاج والوصول إلى الناس، وجمع الشهادات والقصص الواقعية خلال هذه السنوات، واستطاعت المؤسسة أن تشكل رصيداً يتجاوز ثلاثة آلاف ساعة مسجلة صوتاً وصورة، كما أضافت المؤسسة قيمة حقيقية من علاقات الصداقة والمحبة مع أصدقاء المؤسسة والرواد على امتداد الجغرافية السورية.
فالعمل قائم على توثيق صفحات مختلفة من هوية سورية وتاريخها، وتسعى المؤسسة لمواصلة هذا الرصيد الذي يشجع- حسب رأي رئيسة مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن الدكتورة بثينة شعبان، للانتقال إلى مرحلة جديدة يطمح المعنيون فيها في خضم الوعي للمسؤولية الجامعة في الحفاظ على الذاكرة، من خلال تشارك العمل مع المؤسسات المحلية المعنية من حكومية وخاصة، مثل مشروع توثيق الحرب لمختلف الشرائح والأعمار والمناطق والأماكن، وكذلك الحرف اليدوية وكل ما يرتبط بممارستها من أدوات وأشخاص وعادات وتقاليد وغيرها كنفخ الزجاج، والزجاج الدمشقي المعشق والعود الدمشقي، والنقش على النحاس والتطعيم مع توثيق ثقافة المونة السورية التي اكتشف أنها كانت أساسية في صمود سورية على مر الزمن، كما اعتمد هذا العام توثيق الخط العربي كفن أصيل وعريق في سورية.
وتتطلع مؤسسة وثيقة وطن وتطمح لاستثمار خارطة تفاعلية للجمهورية العربية السورية وهو مشروع وطني غاية في الصعوبة، ولكنه غاية في الأهمية.
مع الانفتاح على علاقات الصداقة مع الدول التي لها تجربة مماثلة في التأريخ الشفوي، بعد أن أصبحت التطورات في المؤسسة قادرة على الاعتماد شبه الكلي على كوادرها في مجالات التأريخ الشفوي وإجراء المقابلات والبحث العلمي والأرشفة والتصوير والمونتاج والتصميم، وكذلك في مجال الإدارة والتدريب.
وهذا نتيجة الدورات التدريبية التخصصية التي خضع لها فريق المؤسسة في المركز التدريبي التابع للمؤسسة والذي جرى تخصيصه والإعلان عن افتتاحه العام الفائت بدعم وتشجيع من السيد الرئيس بشار الأسد الذي احتضن فكرة المؤسسة وشجعها منذ نشأة المؤسسة الأولى.
يذكر أن تجربة وثيقة وطن لهذا العام كانت رائدة في التحضير والتنظيم للمؤتمر الدولي في التأريخ الشفوي بالتشارك والتعاون مع هيئة المحفوظات الوطنية في سلطنة عمان، والذي عقد خلال شهر أيلول الماضي.
كذلك حضر فريق من المؤسسة مؤتمراً دولياً في التأريخ الشفوي عقد في جمهورية الصين الشعبية في تشرين أول الماضي إضافة للتعاون المستمر مع عدة جهات دولية لتطوير العمل في التأريخ الشفوي أدوات وممارسة وتقنيات.