لطالما تميزت الصناعة والمنتج السوري، ونال ثقة الجميع على المستوى المحلي والخارجي، وأقيمت معارض عديدة لاقت استقطاباً كبيراً لما تعرضه من منتجات منافسة دولياً.
وهذا إن عاد إلى شيء، فهو يعود إلى الصناعيين وأصحاب الحرف أنفسهم على مدار عقود مرت على سوريا، وكان النسيج والأثاث السوري قبل مئات الأعوام يصل إلى أوروبا، وهذا يعني أن الصناعي والحرفي السوري متقن لعمله ومنتجه وحريص على سمعة بلده وحامياً حقيقياً لصناعتها.
مع بداية الثورة السورية قبل 13 عاماً غادر الكثير من الصناعيين لأسباب عديدة منها.. عدم قدرتهم على الإنتاج في ظل ظروف وقوانين صعبة لا تتماشى مع تطور صناعتهم، وآخرون لأنهم وجدوا فرصاً أفضل بعد ازدياد العقوبات والمعوقات أمامهم، ناهيك عن أن بعضهم واجه تحديات صعبة من قبل حكومات لم تعترف بأهمية المنتج الوطني، إلا إذا ما استطاعت أن تحقق من ورائه صفقات وأرباح معينة.
اليوم تفاءل الجميع بتحرير سوريا وعودة كل أراضيها، وثمة حالة من الترقب لعودة عجلة الإنتاج للدوران، والتحسن على مستوى الاقتصاد، وهذا ينتظر جهود الجميع، وفي مقدمتهم الصناعيين ورجال الأعمال لتعود الصناعة الوطنية إلى سابق عهدها، تنافس أي منتج مهما كانت مواصفاته، وكلنا ثقة أن هذا القطاع هو حامل اقتصادي مهم لتطوير مختلف القطاعات، والنهوض بالواقع المعيشي لما يوفره من منتجات وفرص عمل.
وعليه لابد من تقديم التسهيلات للصناعة والصناعيين، وأعتقد أن كثيراً منهم ينتظرون بفارغ الصبر ما ستثمر عنه الجهود الحكومية، لتخرج حلولاً حقيقية تعيد المنتج الوطني إلى وضعه الطبيعي، منافساً قوياً لبقية المنتجات.
التالي