هو صاحب مشروع ورؤية واضحة وثاقبة في أعماله، وبعد نظر في أحداث المجتمع، فيعرضها بشكل جريء ولافت في أعماله المسرحية.
إنه فرحان بلبل الذي غادر دنيانا أول أمس، تاركاً فراغاً مسرحياً يلف المشهد الثقافي بأكمله، كان الراحل مفعماً بالمشاعر والأحاسيس، وقريباً من كل الذين عملوا أو احتكوا معه، ساهم في تأسيس المسرح العمالي في حمص 1973، ومن أهم ما أنجزته فرقته “التجوال المسرحي” بحيث كانت تقدم عروضها في معظم المدن والأرياف وفي التجمعات العمالية.
كان أباً روحياً لكل أبناء جيله، ومهتما بالسؤال عن الأصدقاء والمُثقّفين والمسرحيين ومعرفة أخبارهم والاهتمام بها، في عام 2005 صدر له عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق مسرحيتان في كتاب واحد هما “الليلة الأخيرة، وديك الجن” وقد حقق الكتاب نجاحاً مبهراً، نظراً لامتلاك الراحل للكثير من المعلومات التي يستطيع أن ينسج من خلالها شخصيات مسرحياته.
قدم بلبل الكثير الكثير دون أن ينتظر شيئاً، عانق حمص كباقي المدن، فكان أستاذاً على الخشبة وعاشقاً للفن الأصيل والراقي.
وداعاً فرحان بلبل.. ستشتاق حمص، فأنت وإن رحلت جسداً فستبقى الأستاذ والمسرحي والمثقف الذي عشق الحرف وعمق المعاني.. وداعاً يا من حوّلت الأفكار إلى كلمات مؤثرة تغزو أعماقنا فتصل الرسالة وتثبت في قلوبنا.