مقعد رمادي

بعد يومٍ مزدحم بأحداثه المفاجئة تذكّرتْ تلك الحلقة الدرامية بأحد المسلسلات المحلية وكانت بعنوان :(مقعد رمادي).

خطرت في بالها لأن البطل يومها كان كرسياً متحركاً أعاد لِذهنها أفكاراً طرحتها تلك الحلقة.

في الفناء الخارجي لإحدى المستشفيات، جلستْ بانتظارالشاب الذي أَوكلتْ إليه مهام تسيير معاملتها الإدارية..

ليأتي ويخبرها أن أمامها إجراءات عدة لتحصيل الورقة الرسمية المطلوبة.. وبدأتْ مغامرتها برفقة “الكرسي المتحرك”.

نظرتْ إلى الأشياء وقاربتها من زاوية الجلوس على “مقعد رمادي”.

يبدو أن جزءاً من ذواتنا يظهر وينمو بحسب الظرف الذي نوضع به، وربما عشنا عمراً كاملاً من دون أن ندرك وجوده إذا لم يحدث أن جرّبنا خوض الحياة من داخله..

ولهذا وبكلّ سلاسة وامتنان، جلستْ على مقعدها “الرمادي” وانطلقتْ لمباشرة القيام بالخطوات اللازمة، لإتمام معاملتها الرسمية.

في كلّ خطوة تقطعها، كانت تكتشف داخلها نوعاً من مرونة مخبّأة، أو تُعيد إشعال حيويتها المعهودة لتمكّنها من التقاط جمالية الأشياء حتى في أكثر الأماكن انعداماً لها.

بخفّة دم، التفتتْ إلى مرافقها وسألته رأيه بمغامرتهما سويةً.. فللمرة الأولى بحياتها تقوم بإتمام إجراءٍ مطلوب من على كرسي رمادي.. تذكرتْ مقولة “أناييس نن”: (نحن لا نرى الأشياء كما هي، بل كما نحن).. فكلّ تجربة نخوضها تفتح أفقاً داخلياً واسعاً على الحياة والآخرين والذات.

مغامرتها تلك قدّمت لها اكتشافاً مزدوجاً.. مكّنها من لحظ شيئين.. أحدهما ضمني داخلي، والآخر خارجي.

الأول يقارب الثاني.. ولا يبتعد عن قناعتها الثابتة: كيفما تنظر إلى نفسك، ينظر إليك الآخر.. هذا الآخر الذي تدور حوله قناعته الثانية.. فبطل يومها كان مقعداً رمادياً.. لكن المفارقة أن الأشخاص من حولها لم يكونوا رماديين أبداً.. بل أبناء بلدٍ طيبين ينحازون إلى أصالة طبعهم وجمال معشرهم.. ولهذا نسيت صعوبات التنقل، وتغافلتْ عن أي إجهاد وتعب.. كلّ ذلك تجاوزته ب(موشور) محبة مَن صادفتهم، الذي حلل (بياض) حضورهم إلى (طيف) جمالٍ لا يُنسى.

آخر الأخبار
"المفوضية الأوروبية": على أوروبا الاضطلاع بدور فعال في دعم سوريا المصارف.. انكشاف مالي عابر للحدود تصدير 89 براداً من الخضار والفواكه إلى الخليج في 4 أيام الشفافية الدبلوماسية على لسان " الشيباني "  بدعم من "يونيسف".. "السويداء" تطلق أعمال ترميم ست مدارس ارتفاع الأسعار مرض اقتصادي يترقب العلاج! كيف حوّل النظام المخلوع مدارس ريف دمشق إلى ثكنات عسكرية؟ توسيع الطاقة الاستيعابية في المدينة الجامعية بحلب لجنة فنية  لدراسة الاعتراضات على المخططات التنظيمية بحلب تفاوت أسعار الأدوية بحلب.. غياب للرقابة والنقابة لا تجيب..! الإنارة في دمشق ..حملات صيانة لا تلامس احتياجات الأحياء 10 آلاف مستفيد من خدمة "شام كاش"  في "بريد اللاذقية" الأمن الداخلي يُعلن التحرك بحزم لإنهاء الفوضى في مخيم الفردان اجتماع تنسيقي في درعا يبحث مشروعات مشتركة مع منظمات دولية الأردن يحذر: استقرار سوريا شرط لتجنب موجات لجوء جديدة سجون نظام المخلوع.. حكايات كتبت على جدرانها بحبر دماء المعتقلين تنويع مصادر الطاقة لتجنب التهديدات وموازنة الاحتياجات مع الاستدامة سجن تدمر العسكري.. ذاكرة من الألم قرار بريطانيا رفع "تحرير الشام" من الإرهاب يتيح تفاعلاً أوثق مع سوريا "مسلخ صيدنايا" البشري .. تاريخ أسود ووصمة عار