الثورة – رنا بدري سلوم:
للوهلةِ الأولى تظنّه عرضاً مخصّصاً للأطفال، لكن حين تتمعّن بتفاصيل عرض يحاكي العين والأذن ويشد الانتباه، تدرك أن العرض يوحي بالكثير من الرسائل المبطّنة التي يتلقاها الجمهور بأسلوب شائق تفتح مدارك تفكيره على المعقول والممكن، بأسلوب حركيّ لدمى ترافقها موسيقا تشحن النفس وتأسر القلوب، وبذلك تصل الرسالة الفنيّة التي مفادها إن عرائس الدمى ليست مخصّصة للصغار وحسب، بل للكبار أيضاً.
في مهرجان “عرائس المدينة بياسمين الحمامات” في تونس وبإشراف الفنانة هنادة الصباغ التي نقلت لنا أجواء عرض “كراسي” عبر فيديوهات مباشرة بالتعاون مع فريق “مؤسسة ربع قرن” الذين أثبتوا حضوراً باهراً في عرضهم.
وفي تصريحها لصحيفة الثورة، بيّنت الصبّاغ أنّ المؤسّسة تُعنى بالشباب والناشئة والأطفال الموهوبين التوّاقين لهذه الفنون، وتشير إلى أن العرض بإشراف الدكتور عدنان سلوم الذي وسبق أن شاركته بمهرجان قرطاج العام الماضي بعرض “وجوه” والآن عرض “كراسي” عرض مخصّص للكبار وهو ما تقوم على تحفيزه في مسرح الإمارات العربية المتحدة.
وعن جوهر النص المسرحي أوضحت الصبّاغ أن عرض كراسي يحكي عن فكرة رمزيّة الكرسي من خلال المشهديّة، والأدوات المتواجدة في العرض كالسلم الذي يوحي بالأشخاص الوصوليين والمتسلّقين، والمحسوبيات، والدرج الذي يعبِّر عن الوساطة لشخص كسول، وكرسي مسؤول ترافقه لحالة الغرور لديه.
عرض مسرحي لدمى تنقل مفاهيم اجتماعيّة نطرحها عبر مشاهد بصريّة وفواصل ودلالة لمشهد الدمى البسيط والمعمول من الورق، ومن غير ملامح، ولكن ما يعزز كل تلك الأفكار أشكال الدمى وحجمها المتفاوت كضخامة الرأس، والإكسسوار الذهبي عند الشخصية الغنيّة، أما الشخصيّة الخائفة فمن خلال حجم الفك و تفاصيل تحريكه، مبينة أن العرض البصري يرافقه الحس الموسيقي بإشراف الفنان سامر الفقير الذي رافق الدمى منذ سنوات طويلة، وبذلك تعيد الموسيقا الروح والانسجام لإيقاع الدمى الحركي.
![](https://thawra.sy/wp-content/uploads/2022/02/photo_٢٠٢٢-٠٢-٢٥_٢١-٥١-٢٣-150x150.jpg)
التالي