الثورة – سيرين المصطفى:
شهدت مدينة بنّش في ريف إدلب الشرقي، انطلاق فعاليات اليوم الحقلي للبطاطا، تحت شعار: “إعادة تنشيط القدرات المحلية في مجال زراعة وإكثار تقاوي البطاطا”، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى دعم الأمن الغذائي وتعزيز الإنتاج الزراعي المحلي.
وحضر فعاليات اليوم الحقلي كل من مدير الزراعة، المهندس مصطفى موحد، ورئيس كتلة بنّش، و محمد سليمان، إلى جانب ممثلين عن عدد من المنظمات العاملة في القطاع الزراعي، حيث جرى عرض أحدث الأساليب المتبعة في إنتاج التقاوي، إضافة إلى مناقشة أبرز التحديات التي تواجه المزارعين في المنطقة.
ويأتي هذا النشاط في إطار دعم المبادرات المحلية الهادفة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتطوير مهارات الفلاحين في مجال الإكثار الزراعي، بما يسهم في تحسين جودة الإنتاج وتقليل الاعتماد على التقاوي المستوردة.
وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة، قال المهندس الزراعي سامر الحسن، مشرف المشاريع في مؤسسة مسرّات، إن الفعالية نُظّمت في مكتب جمعية منتجي البطاطا في بنّش، وهدفت إلى عرض نتائج أنشطة المشروع وتطبيقاته الحقلية، وتعريف المزارعين والفنيين بالمعايير والإجراءات الخاصة باعتماد البذار، إلى جانب تشجيع تبادل الخبرات بين المزارعين والجهات البحثية والإرشادية، وتعزيز العمل التشاركي ودعم دور الجمعيات المحلية.
وتابع موضحاً أن تنظيم الفعالية جاء من قبل مؤسسة مسرّات بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، واستهدفت ممثلين عن مديرية زراعة إدلب، ونقابة المهندسين الزراعيين، والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، ومؤسسة إكثار البذار، وكليتي الزراعة في جامعتي حلب وإدلب، والهيئة العامة لبحوث وتطوير الغاب، إضافة إلى ممثلي عدد من المنظمات المحلية والدولية مثل: منظمة إحسان، ومنظّمات أمل، وعطاء، وأنصر، ووطن، وكاريتاس، ومنظمة الشعب النرويجية، إلى جانب حضور بعض مزارعي مدينة بنّش.
وفيما يتعلق بالأنشطة التي جرى تنفيذها خلال الفعالية، أوضح المهندس سامر أنها شملت كلمة افتتاحية ترحيبية بالمدعوين، تلتها كلمة الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، ثم عرض تقديمي عن مؤسسة مسرّات وعن مشروع “إعادة تفعيل القدرات المحلية في مجال زراعة وإنتاج تقاوي البطاطا”.
كما ألقى مدير زراعة إدلب كلمة تناول فيها الواقع الزراعي في المحافظة بشكل عام وزراعة البطاطا بشكل خاص، أعقبها كلمة لمؤسسة الإكثار حول محصول البطاطا.
وتخلل الفعالية مناقشات زراعية بين الحضور، ثم جولة ميدانية على أحد حقول المشروع المزروع بالبطاطا الخريفية، تلتها زيارة إلى بيت شبكي، وأخيراً الكلمة الختامية.
وأشار المهندس الزراعي إلى أن هذه الفعالية تسهم في دعم الأمن الغذائي في محافظة إدلب، من خلال تبادل الخبرات بين المزارعين والفنيين، ما يساعد المزارعين على اكتساب معارف وخبرات علمية تمكنهم من الاستخدام الأمثل للطرق والمدخلات الزراعية، وتقديم الخدمة للمحصول بأفضل صورة ممكنة، الأمر الذي يساهم في زيادة الإنتاجية لوحدة المساحة، وينعكس إيجاباً على زيادة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد بالنسبة لمحصول البطاطا.
وأضاف أنه خلال الفعالية تم التعريف بأهم أصناف بذار البطاطا التي يمكن تقديمها للجمعية من قبل مؤسسة إكثار البذار والبحوث العلمية الزراعية، بالإضافة إلى التطرق لأساليب الزراعة المستدامة مثل الدورة الزراعية وتحليل التربة، والتأكيد على ضرورة المراقبة الحقلية لنمو المحصول وتشخيص الأمراض في وقت مبكر.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه المزارعين في إنتاج وإكثار تقاوي البطاطا تتمثل في ارتفاع تكاليف بذار البطاطا، والاعتماد على البذار المستورد للعروة الربيعية، إضافة إلى ضعف الخبرات الفنية في مجال إكثار البطاطا داخل البيوت الشبكية، إلى جانب التغيرات المناخية، وقلة أعداد البيوت الشبكية، وكذلك محدودية المخابر النسيجية.
وفي ختام حديثه، أوضح أن معظم المنظمات والمؤسسات الزراعية تعمل على دعم المزارعين من خلال تقديم السلة الزراعية (مدخلات زراعية) لمساعدتهم، إلا أن هذا الدعم لا يعد كافياً لتطوير القطاع الزراعي بشكل عام، ودعم إنتاج وإكثار البطاطا بشكل خاص.
ولذلك قامت مؤسسة مسرّات بتنفيذ أحد أهم المشاريع التنموية المستدامة لدعم وإكثار بذار البطاطا داخل البيوت الشبكية، وذلك عبر دعم جمعية منتجي البطاطا في بنّش وتزويدها بـ44 بيتاً شبكياً لإكثار بذار البطاطا بشكل تشاركي، بحيث تتحمل الجمعية نسبة 30% من التكلفة، فيما تغطي مؤسسة مسرّات نسبة 70%.
ويُذكر أن هذا المشروع ممول من قبل وزارة التنمية والتعاون الاقتصادي الألمانية والاتحاد الأوروبي، ومنفذ من قبل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بالشراكة مع مؤسسة مسرّات.