زيت الزيتون بزمن الشح .. مزارعون يطمحون فقط لتأمين مؤونتهم !

الثورة- تحقيق:منار الناعمة

يَعقد مزارعو حمص الأمل على موسم الزيتون لهذا العام بتأمين مادة الزيت التي ارتفعت أسعارها، ولم يعد بالإمكان الحصول عليها إلا بالقطارة.

المزارعون يجمعون المحصول ويتجهون به إلى المعاصر المنتشرة في المحافظة، والتي باشرت استقبال الكميات منذ بداية الشهر العاشر لهذا العام.

في هذا التحقيق الميداني تجول صحيفة الثورة على بعض المعاصر وتنقل الواقع لقرائها.

المؤونة فقط

مزارعون – التقتهم “الثورة” يأملون بموسم مقبول في الحدود الدنيا، بسبب الجفاف الذي تعرضت له معظم الأراضي الزراعية، وعدم إمكانية السقاية من مصادر أخرى غير المطر،ومعظمهم اختار المعصرة الأقرب لقريته توفيراً لأجور النقل.

المزارع أحمد عبدالله، قال: لايوجد في البيت نقطة زيت، ونأمل من هذا الموسم تأمين المؤونة فقط. في إحدى المعاصر في ريف حمص أكد المشرفون عليها أن الإقبال جيد، وسرعة حصول المزارع على المنتج (الزيت) بعد وضع محصوله في المعصرة يعتبر قياسياً نظراً لوجود آلات حديثة تختصر الوقت وبنفس الجودة.

وعن تساؤل البعض حول وجود سبل للغش في المعاصر، قد يتعرض لها المزارعون، أوضح صاحب إحدى المعاصر أن جودة الزيت تكون بحسب ماقدّمه المزارع من زيتون، فالمحصول الجيّد يعطي زيتاً جيداً والعكس صحيح.

وكمية الأسيد أو مايعرف بالعامية (حَرقة بالزيت ) تكون من الزيتون الرديء، أو الذي تعرضت نسبة منه للتلف قبل عملية العصر.

وبحسب الخبرة في المنطقة فكل (4-7) كيلو زيتون تعطي كلغ واحداً من الزيت، وذلك بحسب نوعيته الزيتون.

الأرقام تتكلّم

وللاطلاع على الأرقام الرسمية، وآلية عمل المعاصر لهذا العام أفادنا مدير زراعة حمص، محمد نزيه الرفاعي، أن كمية الإنتاج المتوقعة لعام 2025 هي / 59,246/ طناً منها :/ 8076/ طناً سقياً ،و / 5117,7/أطناً بعلاً .

أما المساحة المزروعة، فهي/ 97959/ هكتاراً منها: / 12233,7/ هكتاراً سقياً، و / 85636,4/ هكتاراً بعلاً . ونسبة الزيت الأولي المتوقعة هي: 11849,3/ طناً. وأوضح: بدأت عملية جني المحصول في الأول من الشهر العاشر للمناطق الغربية من المحافظة، وفي 10/10 للمناطق الشمالية والشرقية والمخرم وباقي الدوائر.

أما عدد المعاصر:/ 54/ معصرة مرخصة حسب جولات الموسم السابق فتتوزع بكل المناطق: المركز الغربي/ 8/ والمركز الشرقي /13 / تلكلخ/ 9 /وتلدو/ 5/ والمخرم /10 /والقصير /4 /والرستن/ 5/، مع عدد أشجار مثمرة يقترب من /14/ مليون شجرة.

ولكن واقع الزيتون لهذا للعام وماتعرض له من جفاف وقلة تساقط الأمطار في معظم المناطق أدّى لقلة الإنتاج، والحمل ضعيف، والثمار حجمها صغير، ونسبة الزيت فيها تقل مع ظروف الجفاف.

شروط القطاف

أما عن شروط القطاف فهناك خطوات يجب اتباعها للحصول على إنتاج جيد، منها:

أولاً: أن يتم القطاف عند تلون 60% من الثمار باللون البنفسجي أو الأسود ويختلف الموعد حسب درجة نضج كلّ صنف من الأصناف والظروف المناخية السائدة في المنطقة .

ثانياً: عدم خلط الثمار المتساقطة من الشجرة مع الثمار السليمة المقطوفة لأن الثمار المتساقطة ترفع نسبة الأسيد في الزيت الناتج.

ثالثاً: أفضل طرق القطاف هو القطاف اليدوي باستعمال الأمشاط ويفضل استخدام الشباك البلاستيكية تحت الشجرة لجمع الثمار أثناء القطاف والابتعاد عن القطاف بالعصا الذي يسبب ضرراً ميكانيكيا للثمار.

رابعاً: تعبئة الثمار المقطوفة في صناديق بلاستيكية أو خشبية مزودة بفتحات جانبية لتأمين تهوية جيدة للثمار.

خامساً: يجب أن لا تتجاوز الفترة بين القطاف والعصر 48 ساعة لمنع حدوث التخمرات والتعفنات وتجنب تدني نوعية الزيت بسبب تشكّل نكهات سلبية كالطعم الرطب والعفن والكحولي.

سادساً: فصل الأغصان والأوراق عن ثمار الزيتون لتأثيرها السلبي على آلات المعصرة ولضمان عدم تأثيرها على المواصفات الحسية للزيت.

أنواع الزيتون

ويوجد أنواع زيتون مزروعة، وهي: الصوراني والقيس والخضيري، ويوجد صنف النيبالي المزروع في بعض المناطق، ولكنه معروف بحساسيته لحفار ساق التفاح على الزيتون، وينصح بعدم زراعته، ولا سيما أنه غير موجود بمشاتل الدولة، وتم بيعه عن طريق السيارات الجواله ومجهولة المصدر، وهناك أصناف الجلط وأبو سطل كأصناف مائدة.

وحول مهمة لجنة معاصر الزيتون أفادتنا رئيس اللجنة م. منيرة العلي بالقيام بجولات على المعاصر، ومراقبة عملية تصريف مياه الجفت، والتأكد من تطبيق المواصفة القياسية السورية، ومتابعة شكاوى المزارعين، وسحب عينات من البيرين ومياه المعاصر لمراقبة كفاءة العصر، وتنظيم الضبوط اللازمة بحقّ المخالفين أصولاً، ومراقبة تطبيق الاشتراطات الفنية في المعاصر من درجات الحرارة ونظافة الآلات والعبوات.

وأكدت أن اللجنة تتألف من: رئيس شعبة الزيتون ومندوبين من مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ومندوب من كل من مديرية الصناعة والبيئة والموارد المائية.

وبالنسبة لتسعيرة العصر، فهي 400 ليرة في حال البيرين لصاحب المعصرة، و/550/ ليرة والبيرين للمزارع.

التسعيرة مناسبة لهذا الموسم بسبب الجفاف وانخفاض الموسم لهذا العام.

وبالنسبة للمعاصر المخالفة بنتائج العينات يتم متابعتها مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظة.