الثورة – فؤاد العجيلي:
يشكل التعاون بين الأسرة والمدرسة ركيزة أساسية في العملية التربوية، حيث تتداخل أدوارهما في صياغة شخصية التلميذ وتنمية قدراته، ليس فقط على المستوى الأكاديمي، ولكن أيضاً على المستوى النفسي والاجتماعي، كيف يمكن لهذه الشراكة أن تسهم في بناء جيل متكامل الشخصية؟.

حول هذا الموضوع تحدثت الخبيرة في الشأن التربوي “الهام مصطفى” حيث أوضحت أن الأسرة هي البيئة الأولى التي يتشكل فيها وعي التلميذ وقيمه، فهي المسؤولة عن غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية، ومتابعة التحصيل الدراسي وتوفير الجو المناسب للتعلم، وبناء الثقة بالنفس وتشجيع المواهب، ومراقبة السلوكيات وتقويمها.
وأشارت إلى أن هنالك دوراً للمدرسة أيضاً، ويعد امتداداً لدور الأسرة التربوي، حيث تقوم المدرسة بعدة أدوار ووظائف، منها تقديم المعرفة العلمية المنهجية، واكتشاف الميول والقدرات وتوجيهها، وتنمية مهارات العمل الجماعي والقيادة، وكذلك تعزيز الانضباط والمسؤولية وكشفت الخبيرة التربوية عن مجموعة تحديات تواجه هذه الشراكة، من بينها ضعف التواصل بين أولياء الأمور والإدارة المدرسية، واختلاف التوجهات التربوية بين البيت والمدرسة، وضغط المتطلبات الحياتية على الأسرة، وعدم وضوح آليات التفاعل المشترك وعرضت “مصطفى” تجارب ناجحة لهذه الشراكة، ففي تجربة إحدى المدارس، أدى تفعيل “برنامج الأسر المشاركة” إلى تحسن ملحوظ في المستوى الدراسي، وانخفاض في المشكلات السلوكية ، وزيادة وعي أولياء الأمور بالعملية التعليمية بدوره المختص بالشؤون التربوية الدكتور ياسر عبد العزيز أكد أن الشراكة الفعالة بين الأسرة والمدرسة تشبه الطائر بجناحيه، فلا يمكن أن يطير بجناح واحد، ولهذا فلا بد من قيام الإدارات المدرسية بإنشاء منصات تواصل مستمرة، وتنظيم ورش عمل مشتركة، وتفعيل مجالس أولياء الأمور، وتبادل الزيارات بين الأسرة والمدرسة وخلص بالقول: تبقى الشراكة بين الأسرة والمدرسة هي السبيل الأمثل لبناء شخصية متوازنة للتلميذ، قادرة على مواجهة تحديات المستقبل، حيث تتحمل كل منهما مسؤولية مكملة للأخرى في رحلة البناء والتكوين.