الثورة – ريم عبدو:
تحتضن قطر بطولة كأس العالم للناشئين دون (17) عاماً، ابتداءً من اليوم الإثنين، في منافسةٍ تعيد إلى الأذهان أجواء مونديال (2022) الذي أبهر العالم، وقدّم واحدة من أفضل النسخ في تاريخ البطولة، ويُنتظر أن تكون هذه النسخة الخاصة مفعمة بالرمزية، خاصةً بالنسبة إلى منتخبين يمتلكان ذكريات لا تُنسى في الدوحة، هما المغرب والأرجنتين، اللذان عاشا على أرض قطر لحظات تاريخية مع منتخبي الكبار.
وبالنسبة إلى المنتخب المغربي، فإن العودة إلى الملاعب القطرية تحمل طابعاً خاصاً، بعد الإنجاز التاريخي الذي حققه أسود الأطلس في مونديال (2022) حين بلغوا نصف النهائي، وكانوا أول منتخبٍ عربي وإفريقي يصل إلى هذا الدور، إذ كانت تلك المشاركة ملحمةً كرويةً ستبقى راسخة في ذاكرة الجماهير المغربية والعربية على حد سواء.
واليوم، يجد المنتخب المغربي للناشئين نفسه أمام فرصةٍ جديدة لمواصلة كتابة التاريخ، من البوابة القطرية ذاتها، مستفيداً من الزخم المعنوي الكبير الذي رافق الكرة المغربية منذ تلك الملحمة، مروراً بالتتويج الأخير بكأس العالم للشباب دون عاماً (20) عاماً في تشيلي، وصولاً إلى حلم جديد يتمثل في الصعود إلى منصة التتويج مجدداً.
أما المنتخب الأرجنتيني، فيحمل هو الآخر أجمل الذكريات من الأراضي القطرية، إذ شهدت الدوحة تتويج التانغو بلقب كأس العالم (2022) بعد غيابٍ طويل، في لحظةٍ خالدة منحت النجم ليونيل ميسي التاج الذي لطالما حلم به ليكرّس نفسه أحد أعظم لاعبي كرة القدم عبر التاريخ، تلك الليلة على ملعب لوسيل كانت ذروة المجد بالنسبة للأرجنتين، التي نقلت صخب شوارع بوينس آيرس إلى قلب الخليج، والآن، سيحمل شباب الألبيسيليستي الراية في المكان ذاته، أملاً في تكرار سيناريو التتويج واستعادة ذكريات المجد، مع طموحٍ لتعويض خيبة كأس العالم للشباب دون (20) عاماً في تشيلي، التي خسروا لقبها أمام المغرب في النهائي.
وبين أسود الأطلس الباحثين عن تثبيت مكانة المغرب بوصفه قوة صاعدة في كرة القدم العالمية، وصغار التانغو الساعين لتأكيد تفوق مدرسة الأرجنتين عبر الأجيال، ستكون قطر مجدداً مسرحاً للقصص البطولية، وبيئة مثالية للاعبين من أجل البروز والتألق، إضافة إلى كونها وجهة سياحية مميزة للجماهير الراغبة في مساندة منتخباتها، خاصة مشجعي المغرب والأرجنتين، لاستعادة واحدة من أهم اللحظات في تاريخ الكرة في البلدين.