الثورة – سعاد زاهر:
إلى أي درجة يعاني المثقف من أزمات تعيق خطابه الإبداعي؟
وهل يلقى نتاجه الإصغاء والتداول ليكون مؤثراً…؟
وكيف يمكننا توصيف المثقف الموجود حالياً على الساحة الفكرية، في عصر غارق بالتكنولوجيا؟
لا شك أن دور المثقف تراجع إلى حدود مخيفة في ظل خطاب استهلاكي في عالم متغير يهيمن عليه مجتمع المعرفة والعصر الرقمي، الأمر الذي يستدعي مراجعة لأدواره، حيث إن اكتشافها يحتم مراجعة أدائه وآليات اشتغاله وحضوره على مواقع التواصل الشبكي بهدف معرفة إمكانية توسيع ممارسة دوره التنويري.
نعيش في لحظة راهنة تاريخية لا يفترض بنا الاستسلام لتهميش المثقف والثقافة، بل يفترض الاشتغال على إعادة تشكيل دوره انطلاقا من التحولات السريعة التي يعيشها العالم المعاصر سواء على المستوى السياسي أو على المستوى التكنولوجي وتغيرات مجتمع المعرفة الرقمي المتسارعة، وما يترتب على ذلك من تحديث لأدواره ومفاهيمه.
المشكلة التي يعاني منها المثقف وساهمت في تقليص دوره إضافة إلى العوامل الخارجية، عوامل ذاتية مثل اعتزاله الحياة العامة وربما غرقه في النظريات من دون أن ينطلق إلى فضاء الشأن العام، الأمر الذي يشكل فراغاً تملأه كل هذه المظاهر الاستهلاكية على مواقع التواصل.
والمشكلة أن رحلة مواقع التواصل مستمرة، مما يحتم على المثقف الانتقال من مستوى تواصلي ورقي، إلى آخر تكنولوجي يستخدم فيه كل الوسائل التواصلية المتاحة، يكسر فيها الرتابة الفكرية والقوالب الجاهزة كي يتمكن من الوصول إلى أجيال تتعايش أبداً مع عصر رقمي غير آبهة بكل الأبعاد الفكرية التقليدية.
على ما يبدو.. من خلال كل ما نعيشه أن المتغيرات هل التي تحدد دور المثقف كي تمكن من التواصل مع جمهور افتراضي يتفاعل معهم، وربما ينتقل هنا الملتقي إلى مشارك في إنتاج الفعل الثقافي من خلال تلك النقاشات الحية، وبالطبع كل هذا لا يمنع من تكثيف مساحات حضوره في الملتقيات والمنتديات والنقابات..