الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اضطر أكثر من 14 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم خلال الحرب في سوريا، ونزح نحو 7.4 ملايين منهم داخلياً، بينما لجأ الباقون إلى البلدان المجاورة وخارجها.
وقالت إيما بيلز، وهي زميلة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط، لموقع ميدل إيست آي: “لقد قيل منذ سنوات من قبل اللاجئين في استطلاعات الرأي ومن قبل المحللين وصناع القرار أن الحاجز الأساسي أمام الأشخاص العائدين إلى سوريا هو الوضع الأمني، وفي المقام الأول النظام”. وفي الواقع، في مسح أجرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2024، قال 1.4% فقط من اللاجئين السوريين في لبنان والأردن والعراق ومصر إنهم ينوون العودة إلى سوريا خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، وارتفع هذا العدد إلى 27% في أوائل عام 2025، بعد سقوط حكومة الأسد.
“الآن، تم رفع هذا الحاجز الضخم”، كما قالت بيلز. “هذا لا يعني أنه لا توجد حواجز أخرى موجودة، ولكن بالنسبة لبعض الناس، كان هذا هو السبب الرئيسي لعدم عودتهم إلى ديارهم”.
وفي المسح الذي أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، شملت العوائق الرئيسية أمام العودة “المخاوف بشأن السكن المتاح ووضع ممتلكات اللاجئين، والسلامة والأمن، والتحديات الاقتصادية داخل سوريا، والمخاوف بشأن الخدمات الأساسية المتاحة”.
ومنذ سقوط الأسد، كانت جهود إعادة الإعمار والتأهيل في سوريا بطيئة، ويرجع ذلك جزئياً إلى المساعدات المحدودة التي تدخل البلاد والعقوبات الغربية المستمرة ضد الحكومة السابقة، والتي لا تزال تمنع تدفق أي استثمارات.
وأضافت بيلز “لذا، لديك إدارة جديدة لديها مهمة ضخمة تنتظرها وهي محاولة إصلاح بلد واجه 14 عاماً من الصراع، وهذا لن يحدث بين عشية وضحاها، حتى في أفضل الظروف.
ومن المؤكد أن هذا لن يحدث إذا لم يكن هناك جهد متضافر من جانب المجتمع الدولي للمساعدة في تسهيل ذلك من خلال الأدوات العامة والخاصة والسياسية.”
وتتفق بيلز أيضاً مع كلمات غراندي بأن السوريين الذين عادوا إلى وطنهم ليجدوا أنفسهم في وضع غير ملائم لحياة كريمة فغادروا مرة أخرى من غير المرجح أن يعودوا، وحثت الدول الإقليمية والغربية الراغبة في ترحيل اللاجئين السوريين على التحلي بمزيد من الصبر.
وقالت بيلز: “إن من مصلحة السياسيين في مختلف أنحاء المنطقة وأوروبا أن يخصصوا القليل من الوقت لضمان أن يكون الوضع في سوريا داعماً للعودة الجماعية من حيث المصالحة الاجتماعية وإعادة تأهيل وإعادة بناء المنازل والممتلكات والمخاوف القانونية وسبل العيش، بحيث عندما يختار الناس العودة، يمكنهم إعادة بناء حياتهم، ويرغبون في البقاء هناك والمساهمة في سوريا الجديدة.
المصدر- Middle east eye
