الثورة – عمار النعمة:
لأننا أبناء الحضارة والتراث, وفي سبيل الحفاظ على تراثنا الثقافي أقيمت اليوم في المتحف الوطني بدمشق (القاعة الشامية) الندوة العلمية الأثرية التراثية “الجامع الأموي الكبير بدمشق في عيون المديرية العامة للآثار والمتاحف”.. وبدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة السورية وضحايا زلزال 6 شباط 2023.
المكلف بتسيير أمور المديرية العامة للآثار والمتاحف الدكتور أنس حج زيدان قدم كلمة افتتاحية تحدث من خلالها عن سعي مديرية الآثار والمتاحف لتوعية المجتمع ، وحفاظه على تراثه المادي واللامادي، من خلال وضع قوانين بنّاءة تخدم المصلحة العامة والمواطن, مشيراً إلى أن المعالم الإسلامية بحاجة إلى تسليط الضوء عليها من خلال الندوات والمحاضرات والأبحاث وباللغة العربية التي يجب المحافظة عليها, لأن النظام البائد تعمد طمس هذه المعالم وهذه نقطة سوداء.
بدوره المؤرخ والباحث في علم الآثار الدكتور محمود أحمد السيد ألقى محاضرة بعنوان “الجامع الأموي الكبير بدمشق في عيون المديرية العامة للآثار والمتاحف” تحدث من خلالها حول الترميم, الصيانة, إعادة التأهيل, الكشف عن معطيات وميزات أثرية جديدة.
كما تناول السيد فن الفسيفساء الفن المتأصل وجذوره العميقة في سوريا, وترميم لوحة فسيفساء واجهة حرم الجامع الأموي الخارجية, وترميم لوحة فسيفساء واجهة حرم الجامع الأموي الداخلية, مشيراً إلى أن لوحة الفسيفساء لم ترمم مطلقاً منذ الحريق الذي تعرض له الجامع الأموي عام 1893م .
ثم قدمت الشاعرة جوينة أبازة قصيدة نثرية بعنوان (السواعد المنتشية), ليليها فيلم وثائقي جديد بعنوان (الجامع الأموي الكبير في دمشق) تم من خلاله عرض كامل للجامع وتفاصيله وجمال العمران فيه.
وتخلل برنامج الندوة “تكريزة” رمضان وهي عادة دمشقية قديمة فحواها توديع شهر شعبان واستقبال شهر رمضان, كما تم الحديث عن الطربوش وخيال الظل والحكواتي والموشحات الأندلسية والمولوية والرقص الشعبي والعراضة الشامية.
رئيس مجلس إدارة جمعية العادات الأصيلة- شيخ كار بالفنون النحاسية والتشكيلية، عدنان تنبكجي أكد في تصريح لـ”الثورة” أن هذا الملتقى التراثي والشعبي والوطني يهدف إلى إحياء “تكريزة” رمضان هذه العادات الأصيلة التي تربينا عليها, مشيراً إلى أنه لدينا برنامج نذكر فيه الروحانيات وموضوع المولوية, والمسحراتي والعراضة الشامية وخيال الظل التي تتحدث مثلاً عن خلاف بين شخصين لينتهي اللقاء بالتسامح والمحبة, بالإضافة للسيف والترس والعادات الشامية وماذا يقدم أهل الحارة بشهر رمضان المبارك من مساعدات, مبيناً أن هناك دخلاء على العراضة الشامية التي فقدت بعض تفاصيلها, ناهيك عن الرقصات الشعبية أيضاً التي لها أصولها وهي تعبّر عن الرجولة والفرح.
مختتماً بالقول: نحن في جمعية العادات الأصيلة نسعى للمحافظة على إحياء التراث المادي واللامادي, وسنقيم دورات للفنون النحاسية والتشكيلية, وقد خرجنا سابقاً أكثر من دورة في ما يخص هذه الفنون وبخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة, لافتاً إلى أهمية هذه الطقوس التي هي أمانة يجب أن نعلمها لأبنائنا لكي يبنوا حياتهم ومستقبلهم على أساس الأخلاق والقيم والمبادئ النبيلة.
#صحيفة_الثورة