الثورة – ديب علي حسن:
استوقفني منذ يومين سؤال مهم طرحته صحيفة الثورة على صفحتها في (الفيسبوك) شاركنا بعنوان كتاب مهم قرأته.
بداية لابد من شكر من طرح الفكرة وشكر الصحيفة على هذه الخطوة التفاعلية التي تتيح لكل من يتابع الصحيفة أن يطلع على الإجابات حالتي يقدمها المشاركون.
وقبل الوقوف عند بعض ملامح الإجابات يمكن الحديث قليلا عن الكتاب، فهو أداة المعرفة الأولى وسيبقى بكل أنواعه وألوانه.
ولن نتحدث عن مكانته عند العرب، فهذه معروفة يشهد عليها آلاف المخطوطات ودور الحكمة التي كانت والاحتفاء بكل كتاب جديد، أما الآن فهذا أمر آخر له شجونه وأحزانه.
أميركا تقرأ
ساد في الأوساط أن أميركا لا تقرأ، بينما الحقيقة تقول حسب كتاب وسائل الإعلام والمجتمع وهو كتاب مترجم وصادر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية، أنه عام ٢٠٠٣م صدر في أميركا ٣٧٨ ألف عنوان وبلغ دخلها من النشر أكثر مما تدخله هوليوود، وفي أوروبا تتنافس الدول على دعم القراءة والطباعة ولاسيما (فرنسا- بريطانيا- ألمانيا) والكتاب هناك مدعوم بشكل غير مباشر.
القراءة باقية
هنا علينا أن ندحض فكرة أن القراءة قد تراجعت كما نروج هنا في الشرق.
يشير من يهتمون بمتابعة أحوالها إلى أنها لم تتراجع أبداً، بل تغيرت أنواع القراءة حسب التقدم التقني والمعرفي من الكتاب إلى الفضاء الأزرق، وبالتالي علينا الحديث عن ألوان منها وعن مواد القراءة التي تنوعت ما بين الجاد والسطحي والهامشي.
اليوم كثيرون يتابعون مشتقات الأزرق (فيسبوك- تلغرام- تويتر- واتس أب.. الخ) يقرؤون ما ينشر أليست هذه قراءة؟
بلى إنها قراءة ولكن تختلف حسب الموضوع.
سؤال الصحيفة
بالعودة إلى السؤال المهم الذي طرحته الصحيفة، وكما قلنا هو خطوة تفاعلية مهمة جداً، حسب ما تابعت من الإجابات لحد كتابة هذه المادة كان عدد الإجابات فوق الـ٦٣ إجابة.
وهذا رقم يسمح بالبناء عليه.. أجاب عليه زملاء ومتابعون وهذا يعني تنوع المستوى لدى المشاركين.
في القراءة الأولية نجد الملامح التالية:
معظم العناوين تميل إلى علم النفس والاجتماع.
– يحتل المترجم منها المكانة الأعلى.
– ثمة ميل نحو الكتب التي تهتم ببناء القدرات الذاتية وكذلك تلك التي تقدم الحكمة الوجيزة.
كتب معظم مؤلفيها ليسوا مشهورين.
– كتب خالدة من الأدب العربي مثل النبي لجبران خليل جبران والهويات القاتلة لامين معلوف.
ومن الأدب العالمي لم يحتل الفكر السياسي واللغوي أي مكانة.
– غياب لحد الآن الشعر عن ( نزار- الجواهري- بدوي الجبل..)
المشهد الروائي الجديد أيضاً غائب.
– هناك خلط عند البعض بين الكتب السماوية المقدسة وبين الكتاب العادي.
على كل حال تتنوع القراءات في الإجابات ولكنها تدل على أن القراءة مازالت بخير ولاسيما من الكتاب الورقي.
شكراً صحيفة الثورة على هذا الاستفتاء الذي يؤسس لتفاعل خلاق.
#صحيفة_الثورة