الثورة – همسة زغيب:
تعتبر قلعة دمشق من أهم المعالم الأثرية وأكبرها في دمشق القديمة، أُنشئت في العصور الوسطى، وتعد من أبرز معالم فن العمارة العسكرية والإسلامية في سوريا في العصر الأيوبي، لعبت دوراً في حماية دمشق لمئات السنين، وأدرجت في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي عام 1979 ميلادي.تقع في الزاوية الشمالية الغربية لمدينة دمشق القديمة، بين باب الفراديس وباب الجابية، وهي قرب سوق الحميدية والجامع الأموي، وتم إنشاء الموقع الحالي لها سنة 1076 م بواسطة آتسيز بن أوق أحد أمراء الحرب التركمان، “وعلى الرغم من أنه من الممكن أن تكون قد أُنشئت قبل ذلك، ولكن لم يثبت أي دليل أن القلعة قد شُيِّدت في هذا المكان في الفترات الهلنستية والرومانية”، بعد اغتيال آتسيز بن أوق، أنهى مشروع بناء القلعة الأمير تتش بن ألب أرسلان سلطان دمشق ومؤسس سلاجقة الشام.ثم قام أمراء بوريون وزنكيون في وقت لاحق بتنفيذ بعض التعديلات وإضافة هياكل جديدة للقلعة. وفي سنة 1174 م وقعت القلعة في يد صلاح الدين الأيوبي فجعلها مقراً لإقامته، ورممها وأضاف إليها أبنيةً أخرى. قام شقيق صلاح الدين الأيوبي العادل أبو بكر بن أيوب بإعادة بناء القلعة بالكامل بين عامي 1203 م و1216م. تعتبر قلعة دمشق حاضرة تاريخية عريقة اشتهرت بأبراجها المتعددة وتقدر مساحتها اليوم بنحو 33176م2، وفيها أربع بوابات، واحدة في كل جهة، ولكل منها باب جانبي مجاور، وكانت النقطة الإستراتيجية الأهم البوابة الشمالية، ويؤكد على أهميتها ودورها الدفاعي الأبراج الثلاثة المحيطة، وبوابتها الحديدية، ومدخلها غير المباشر، والجسر المار فوق الخندق.
يتألف كل برجٍ فيها من عدة طوابق، ويحوي كل طابق ردهة واسعة، معقودة بحجارة ضخمة مدببة وعادية، كما أن كل طابق مجهز بشرفات بارزة عددها ما بين أربع وخمس شرفات، أما سماكة جدرانها فهي ثلاثة أضعاف غيرها لتكون أكثر مقاومة للمنجنيق، وكانت فيها القصور والمنازل والحوانيت، ومسجد أبي الدرداء ودار رضوان، والطارمة، ودار المسرة، ومخازن وطاحون للحبوب، وسكنها في عصور مختلفة السلاطين، والملوك، والأمراء، والولاة، إضافة للفقهاء والعلماء والوزراء.