الثورة – ناديا سعود:
في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة وزيادة الوعي البيئي، أصبح البحث عن حلول بديلة لتسخين المياه ضرورة ملحة، خاصة في المناطق الريفية أو ذات الموارد المحدودة، تعتمد هذه البدائل على الطاقة الشمسية، وهي مصدر متجدد وصديق للبيئة، ما يجعلها خياراً اقتصادياً ومستداماً.
أربعة مشاريع
الباحث في تقنيات الطاقة المتجددة الدكتور يونس إدريس، يستعرض في لقاء مع صحيفة الثورة أربعة مشاريع بسيطة استخدمها لتوفير الطاقة حيث يمكن تنفيذها يدوياً باستخدام مواد رخيصة ومتوفرة محلياً، لتوفير المياه الساخنة بكفاءة ومن دون الحاجة إلى مصادر طاقة تقليدية وهي:سخان مياه شمسي من الزجاجات البلاستيكية والمواد المطلوبة لتشكيله بسيطة وهي عبارة عن زجاجات بلاستيكية بأحجام مختلفة مع طلاء أسود لزيادة امتصاص الحرارة خرطوم مطاطي بقطر 16 مم، شريط رقائق من الألمنيوم لعكس الحرارة، مضيفاً:تكون طريقة التصنيع بتنظيف الزجاجات البلاستيكية وطلاء أحدها باللون الأسود، ثم توصيلها ببعضها عبر الخرطوم المطاطي للسماح بتدفق المياه، يُضاف العزل باستخدام زجاجات أخرى، مع تثبيت شريط الألمنيوم العاكس لزيادة كفاءة التسخين.يقول الدكتور إدريس: يمكن لهذا النظام رفع درجة حرارة الماء إلى 35 درجة مئوية، اعتماداً على شدة أشعة الشمس ودرجة الحرارة الخارجية.
إعادة تدوير
وأما المشروع الثاني حسب إدريس، فهو عبارة عن سخان مياه شمسي من الزجاجات البلاستيكية والأنابيب، ويتطلب هذا المشروع زجاجات بلاستيكية متساوية الحجم مع أنابيب بلاستيكية بقطر 20 مم، وعبوات “تتراباك” (المستخدمة في العصائر أو الحليب) مع خزان مياه وطلاء أسود لزيادة امتصاص الحرارة، طريقة التصنيع تكون بإزالة ملصقات الزجاجات وقطع أجزائها السفلية، ثم توصيلها بأنابيب بلاستيكية مطلية باللون الأسود لتشكيل مجمع شمسي، يتم توصيل هذا المجمع بخزان مياه لتخزين المياه الساخنة، يُعد هذا النظام مثالياً للمناطق ذات الإشعاع الشمسي القوي، ويوفر المياه الساخنة للاستحمام والغسيل المنزلي.أما المشروع الثالث فيبين إدريس أنه عبارة عن سخان مياه شمسي من الخرطوم الزراعي ويحتاج لخرطوم زراعي بطول مناسب وصندوق خشبي معزول بالفوم وورق قصدير كعاكس حراري مع طلاء أسود مقاوم للحرارة ولوح زجاجي لإنشاء تأثير الاحتباس الحراري، حيث يتم لف الخرطوم بشكل حلزوني داخل صندوق خشبي معزول، وتثبيت العاكس الحراري داخله لزيادة امتصاص الحرارة، يُغطى الصندوق بالزجاج لرفع كفاءة التسخين عبر الاحتباس الحراري، يُعتمد على امتصاص حرارة الشمس لتسخين المياه أثناء مرورها عبر الخرطوم، مما يجعله حلاً عملياً للمناطق الريفية.ويشرح الدكتور إدريس عن المشروع الرابع والذي هو عبارة عن سخان مياه شمسي من العلب المعدنية ويحتاج إلى علب مشروبات غازية معدنية وخشب مقاوم للرطوبة وطلاء أسود مقاوم للحرارة وزجاج أكريليك لحبس الحرارة ومادة مانعة للتسرب، يتم التصنيع أولاً بتنظيف العلب المعدنية وقطع أطرافها لتشكيل قنوات هوائية، ثم لصقها معاً داخل صندوق خشبي مغطى بزجاج أكريليك، يمكن أن تصل درجة حرارة الهواء داخل النظام إلى 80 درجة مئوية، ما يجعله خياراً مثاليا لتسخين المياه عند تثبيته في موقع مشمس.
الابتكار المحلي
كما أشار إدريس إلى إمكانية استبدال الزجاج التقليدي بمواد بلاستيكية شفافة، وتعتمد هذه الفكرة على تسخين البلاستيك بمُجفف شعر ثم ضغطه بين لوحين خشبيين للحصول على سطح أملس وقوي، ولفت إلى أن هذه الطريقة تتميز بتكلفتها المنخفضة، حيث يُستخدم البلاستيك المعاد تدويره بدلاً من شراء الزجاج، كما أنها صديق للبيئة وتساهم في إعادة تدوير النفايات البلاستيكية بالإضافة لسهولة تصنيعها حيث يمكن تنفيذها منزليا وبأدوات بسيطة.ولفت إلى أن هذه المشاريع تمثل حلولاً عملية واقتصادية لتسخين المياه باستخدام مواد متوفرة محلياً، معتمدة على الطاقة الشمسية كمصدر مجاني ومتجدد يمكن تطويرها.تجارب ناجحةفي السياق ذاته، وفي ظل ارتفاع تكاليف الطاقة، ابتكر المهندس الزراعي قتيبة النجار من ريف إدلب محطة تسخين مياه منزلية باستخدام مواد معاد تدويرها، ما ساهم في خفض تكاليف تسخين المياه بنسبة تتراوح بين 40% و70%، وفقاً لحالة الطقس.يقول قتيبة: إن هذا النظام يعتمد على لاقط شمسي مصنوع من طبق استقبال القنوات الفضائية (الدش) مقلوب ومطلي باللون الأسود لتعزيز امتصاص الحرارة في مركز اللاقط، ووضعت خزان مياه بسعة 80 لتراً، معزولاً للحفاظ على الحرارة، كما قمت بتوصيل نحو 15 لفة من الخرطوم الأسود بالخزان الأساسي للمنزل، بحيث تمر المياه الباردة عبر الخرطوم، وتسخن بفعل أشعة الشمس، ثم تتجمع في الخزان الجاهز للاستخدام، وقد استمرت هذه المنظومة في العمل بكفاءة لمدة سبع سنوات، وكانت الحاجة إلى الصيانة محدودة، حيث اقتصرت على إصلاح أحد الوصلات التي تعرضت للكسر، وقد بلغت تكلفة إنشاء هذا النظام نحو 40
دولاراً معظمها من مواد معاد تدويرها.وأكد صاحب التجربة أن الفائدة كانت أكبر خلال الأيام المشمسة، حيث وفّر هذا الحل البسيط والاقتصادي تسخين المياه لعائلته حتى ساعات المساء، مما يعكس إمكانية الاستفادة من الموارد المتاحة بطرق إبداعية وفعالة.
#صحيفة_الثورة