الازدحام المروري يخنق دمشق.. شرطة المرور  لا تغطي 5 بالمئة من حاجة العاصمة

الثورة – ثورة زينية:

بعد حوالى أربعة أشهر من تحرير سوريا، لا تزال الفوضى التي تعم شوارع وأرصفة دمشق، وتؤرق بال ساكنيها وزوارها، وتتفاقم يومياً من دون توصل الجهات المعنية حتى اللحظة لحلول إسعافية حقيقية تخفف منها.
اختناقات مرورية
فحالة الازدحام المروري بلغت ذروتها، فيحتاج اجتياز قلب العاصمة لوقت طويل، ويجبر السائقين على التوقف مرات عديدة لبلوغ وجهتهم المنشودة، وحركة السير باتت شبه مستحيلة في معظم مناطق العاصمة، ولاسيما منها قرب مراكز الأسواق التجارية في المدينة، وعند مراكز انطلاق السرافيس والباصات من وإلى ساحات دمشق، من مثل مناطق شارع الثورة وجسر فكتوريا وساحة المرجة ودوار باب مصلى والمجتهد ومنطقة البرامكة.
اختناقات مرورية كبيرة في غالبية الشوارع، وأصبح التنقل بين أحياء المدينة بحاجة لساعات وليس دقائق، والسبب الرئيسي غياب شرطة المرور والانتشار العشوائي للبسطات وزيادة عدد السيارات القادمة من المحافظات بعد التحرير.
انعكاسات سلبية
إن المشاريع التي أنشئت لتسهيل حركة المرور لم يتم تحديثها منذ زمن طويل، وأصبحت حركة المرور في الجسور الرئيسية تعاني اختناقات كبيرة طيلة ساعات النهار، ومع تأخر صيانة وتجهيز البنى التحتية المرورية ورغم المحاولات الإسعافية التي تقوم بها الجهات المعنية، أضحى حل مشكلة الاختناق المروري من أكثر القضايا إلحاحاً كونها تنعكس على معظم مرافق الحياة في دمشق.
انتهاك حرمة الأرصفة
ولم يقتصر الأمر على السيارات- حسب المواطن ربيع قلاجه- بل حتى عبور المشاة بات صعباً وخطراً  في الوقت ذاته، مضيفاً لصحيفة الثورة: إن انتشار البسطات وعربات البيع والأكشاك بمختلف أشكالها والتي انتهكت حرمات الأرصفة بشكل سافر أدى لاضطرار المواطنين العابرين لارتياد الشوارع، الأمر الذي يتسبب بتعرضهم لحوادث زاد عددها بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
قرار حبيس الأدراج
ولا يفوتنا أن نشير هنا إلى الدراجات النارية التي انتشرت في شوارع دمشق كانتشار النار في الهشيم ضاربة بعرض الحائط كل الأنظمة والقوانين والإشارات المرورية، وما صدر أخيراً من قرار لمحافظة دمشق حول منعها داخل المدينة بقي حبيس الأدراج وحبراً على ورق كما يبدو، ليبقى خطرها وعشوائية خطوط سيرها وتنقلها تطرح نقاط استفهام عديدة حول جدية المحافظة في منع وجودها بعد مناشدات بالجملة من سكان وقاطني العاصمة دمشق خلال الفترة الأخيرة.
نقص كبير
ولعل النقص الكبير جداً في أعداد عناصر شرطة المرور وعدم تواجدهم في أغلب الشوارع.. يضاف إليها عدم وجود خبرة كبيرة لدى بعض العناصر الذين يقفون في الطرقات ساهم بشكل واضح في تفاقم الأزمة المرورية في المدينة.
وحسب بيان لفرع شرطة المرور في دمشق، فإن عدد عناصر الشرطة سابقاً كان ٢٥٠٠ شرطي، أما حالياً فيوجد ٢٥٠ شرطياً فقط أي ١٠% فقط من العدد اللازم لتنظيم حركة السير، ولا يغطي ما هو موجود من عناصر الشرطة المتواجدين على الأرض حاليا أكثر من 5% من أحياء العاصمة دمشق، لذلك ينتشرون في المناطق الأكثر ازدحاماً، كما أنه لا وجود أو استخدام لدفاتر المخالفات أو عناصر الشرطة ليمنعوا البعض من المخالفات المرورية، وخاصة أن بعض المخالفات قد تكون جسيمة تؤدي لحوادث كبيرة، كما أن وجود الكثير من السيارات من دون لوحات تتجول في شوارع العاصمة تثير هواجس ومخاوف لدي سكان العاصمة.


جهود مضاعفة
وكانت وزارة الداخلية فرزت ما يقارب 400 عنصر من الشرطة الذين تخرجوا في الخامس من شباط المنصرم لضبط فوضى المرور في دمشق، لكن لم يلتزم غالبيتهم بالعمل حسب شهادات بعض عناصر الشرطة المنتشرين في عدة نقاط من شوارع دمشق، وغالبية المتطوعين في الشرطة يفضلون العمل في إدارة الأمن العام، أو مخافر الشرطة، والكثيرين منهم لا يحبذون العمل كشرطي مرور، كما يجبر تعطل إشارات المرور وغياب الوسائل الحديثة أفراد الشرطة على بذل جهود مضاعفة.
وطالب عدد من المواطنين الذين التقتهم “الثورة” في منطقة جسر فكتوريا بتزويد العاصمة بكوادر من شرطة المرور لتنظيم الفوضى، والاستعانة بالكوادر السابقة من شرطة المرور الذين يتمتعون بسمعة طيبة، كونهم يحوزون على خبرة كبيرة في هذا المجال، بعد أن عملوا لسنوات طوال في تنظيم السير في مدينة مكتظة بالسكان كدمشق.
وأكد محمد كجيج- سائق سرفيس، أن أقصر مشوار في دمشق أصبح يأخذ نصف ساعة أو ساعة كاملة، مضيفاً: بات معظم السائقين القادمين من الضواحي والأرياف القريبة يتجنبون دخول المدينة ولاسيما في أوقات الذروتين الصباحية والمسائية إلا للضرورة، تجنباً لحوادث المرور والمشاجرات مع السائقين الذين بات الكثير منهم لا يلتزم بقواعد المرور.
مبادرات تطوعية

وفي ظل الاختناقات المرورية الحادة التي تحصل، يقوم العديد من الشباب بتنظيم المرور عند التقاطعات الرئيسية والأسواق العامة في محاولة للتخفيف من حدة الازدحام، ولكن هذه الجهود هي الأخرى لم تعالج الأزمة بالكامل بسبب نقص الخبرة، لتبقى المبادرات المجتمعية حلاً مؤقتاً لتقليل حدة الفوضى المرورية، إن لم يكن هناك حلول مستدامة خلال فترة قريبة.
حلول جذرية
وتظل الحاجة ملحة لإيجاد حلول جذرية للتحديات المرورية سواء بزيادة شرطة المرور أم إطلاق خطط تنظيمية فعّالة، إلى حين تحقيق ذلك، ستبقى الشوارع تعاني من الفوضى والازدحام، والحلول النهائية تتطلب مشاريع كبيرة، وذلك يتطلب مزيداً من الوقت والعمل.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
الدكتور الشرع: تفعيل اختصاصات الصحة العامة والنظم الصحية للارتقاء بالقطاع وصول الغاز الطبيعي إلى محطة دير علي.. الوزير شقروق: المبادرة القطرية ستزيد ساعات التغذية الكهربائية مرحلة جديدة تقوم على القانون والمؤسسات.. الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري ويشكل مجلساً للأمن القو... الرئيس الشرع يوقِّع مسودة الإعلان الدستوري تاريخ جديد لسوريا وفاتحة خير للشعب غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية