الثورة – منهل إبراهيم:
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية عبر تاريخها سلسلة من المحاولات الإستراتيجية لتوسيع نفوذها الجغرافي والسياسي، سواء من خلال شراء الأراضي أو غزوها، في تجسيد واضح للرؤية التوسعية التي ميزّت مسارها التاريخي.
وفي خضم الترويج لضم جزيرة غرينلاند للولايات المتحدة أو على الأقل شرائها من الدانمارك، يقوم هذا الأسبوع وفد أمريكي رفيع المستوى بزيارة جزيرة غرينلاند، المتمتعة بحكم ذاتي والخاضعة للدانمارك، بهدف تفقد القاعدة العسكرية التابعة للجيش الأمريكي المقامة هناك.
وسيحضر الوفد، الذي يرأسه أوشا فانس زوجة جيه.دي فانس نائب الرئيس الأمريكي، سباق الزلاجات الوطنية، ويروج دونالد ترامب لضم بلاده لغرينلاند منذ توليه منصبه للمرة الثانية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
وقال برايان هيوز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: إن الفريق الأمريكي “واثق من أن هذه الزيارة تُمثل فرصة لبناء شراكات تحترم حق غرينلاند في تقرير مصيرها وتعزز التعاون الاقتصادي”.
وأضاف هيوز “هذه زيارة للتعرف على غرينلاند وثقافتها وتاريخها وشعبها، ولحضور سباق الزلاجات الذي تفخر الولايات المتحدة برعايته.
وجعل ترامب ضم الولايات المتحدة لغرينلاند موضوعاً رئيسياً للنقاش منذ توليه منصبه للمرة الثانية في 20 كانون الثاني/يناير.
ويمكن لموقع غرينلاند الاستراتيجي ومواردها المعدنية الغنية أن يفيد الولايات المتحدة، فهي تقع على أقصر طريق من أوروبا إلى أمريكا الشمالية، وهو أمر حيوي لنظام الإنذار الأمريكي من الصواريخ الباليستية.
وأبدت حكومتا غرينلاند والدانمارك معارضتهما لمثل هذه الخطوة، ولم ترد حكومة غرينلاند على طلبات للتعليق.
وقالت رئيسة وزراء الدانمارك مته فريدريكسن في تعليق مكتوب رداً على نبأ الزيارة “هذا أمر نأخذه على محمل الجد”، مضيفة أن الدانمارك ترغب في التعاون مع الولايات المتحدة، ولكن يجب أن يكون تعاوناً قائماً على “القواعد الأساسية للسيادة”.
ويعتزم والتس ورايت زيارة قاعدة بيتوفيك الفضائية، القاعدة العسكرية الأمريكية في غرينلاند.
وأعلن البيت الأبيض أنهما سيستمعان إلى إحاطات من أفراد الخدمة العسكرية الأمريكية هناك.
وهكذا فإن غرينلاند وهي أكبر جزيرة في العالم، بما تتمتع به من ثروات طبيعية هائلة وموقع استراتيجي بالغ الأهمية- كانت ولا تزال محور اهتمام الولايات المتحدة- فمنذ القرن التاسع عشر، طرحت دعوات لضمها أو شرائها، بدءاً من تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عام 1867، إلى العرض السري للرئيس هاري ترومان عام 1946، وانتهاءً بتصريحات ترامب الأخيرة.