في فيلم “تعرّف على جو بلاك”، ينصح الأب “بيل” ابنته قائلاً: (أريد أن يجرفك الحبّ ويرفعك إلى عالم آخر.. الحبّ هو شغفٌ وهوس.. انسي عقلَك وأصغي إلى قلبك).. الحبّ شغف وهوس، يعني رغبة.. وغالباً ما يفهم البعض ذلك بعيداً عن وجود “وعي”أصيل وحقيقي بفهم هذه الرغبة.
بالنسبة للفيلسوف ألكسندر كوجيف فإن الإنسان هو وعي بالذات، يرى: (لكي يكون هناك وعي بالذات ينبغي أن تكون هناك رغبة، ولكي تكون هناك رغبة ينبغي أن يكون هناك وعي بالذات.
وبالتالي فالرغبة والوعي بالذات ما هما إلا شيءٌ واحدٌ).
أليست بعضُ حالات (الحبّ) وعياً عميقاً بالذات..؟
بعض المتأثرين بالتحليل النفسي يرون (أن الإحساس بالذات يُفقد في الرغبة،لأن الرغبة تتمثّل بالجذب نحو الآخر، إنها الجوع لما هو غير موجود بالداخل).. لكن ماذا لو كانت تأصيلاً لِما هو موجود في الداخل..؟ ربما ستكون حينها رغبة صادرة عن (وعي).. فتصبح رغبة واعية.. بمعنى أن الوعي (مقنّن للرغبة) وربما كان موجّهاً لها.
ذلك لا يلغي وجود رغبات غير مقنّنة.. حين انطفاء هذا النوع من الرغبات،أيكون مؤشراً لارتفاع نسبة الوعي بالذات..؟ كل أشكال (الرغبة) تبدو وكأنها ترسم ملامح الوعي ومحددات الذات..
إذاً، الوعي بالذات والرغبة يتناوبان في التأثير.. وما هما إلا شيء واحد في تكوين الذات.