الثورة – خاص:
اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في تصريح لافت، أن الرئيس احمد الشرع تمكن خلال بضعة أشهر من تحقيق تقدّم كبير في معالجة أزمات بلاده، في وقت لا يزال لبنان غارقاً في الجمود السياسي والاقتصادي، من دون أي إنتاج فعلي على مستوى الدولة.
وقال جعجع، في تصريحات نقلها موقع “النشرة”، إن الرئيس الشرع “نجح خلال أربعة أو خمسة أشهر في حل المشاكل التي كانت تعاني منها سوريا دفعة واحدة”، في إشارة إلى التحولات المتسارعة التي شهدتها البلاد منذ الإطاحة بالنظام السابق، مضيفاً: “أما نحن، فماذا فعلنا هنا؟ لم ننتج شيئاً”.
ورغم تأكيده أن الميول الأيديولوجية للرئيس الشرع لا تعنيه، شدد جعجع على أن الأهم هو “أن يتخذ أي مسؤول الخطوات العملية اللازمة لحماية بلده وشعبه”، مشيراً إلى أن الشرع “اتخذ القرارات المناسبة ويواصل تعزيز مؤسسات دولته”.
وسلّط جعجع الضوء على الاتفاق الاستثماري الذي وقعته سوريا مؤخراً مع تحالف شركات بقيادة قطر لتشييد محطات كهربائية، معتبراً أن توقيع الصفقة “تم من دون الحصول على ضمانات من الحكومة السورية، لأنها لا تستطيع أن تقدم مثل هذه الضمانات، ومع ذلك تم التوقيع”.
وأضاف جعجع أن “لبنان، بكل أزماته، لا يحتاج أكثر من معمل واحد من هذا النوع”، في إشارة إلى عجز الدولة اللبنانية عن اتخاذ خطوات مماثلة رغم الحاجة الملحة، وذلك في سياق انتقاده المستمر للشلل السياسي الذي يعاني منه لبنان، مقابل ما وصفه بـ”الديناميكية الحكومية” في سوريا ما بعد المرحلة الانتقالية، خاصة على صعيد الطاقة، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة
ومنذ توليه مهام الرئاسة في يناير 2025، شرع الرئيس الشرع في تنفيذ سلسلة من الخطوات الجذرية التي تهدف إلى إعادة بناء الدولة على أسس جديدة، تتسم بالعدالة، الشفافية، والمصالحة الوطنية، وقد أثارت هذه التحركات اهتماماً واسعاً، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد بعد سنوات من الصراع.
وتمثل الخطوات التي اتخذها الرئيس الشرع خلال الأشهر الستة الأولى من ولايته تحولاً جذرياً في المشهد السوري، حيث تسعى الحكومة الانتقالية إلى بناء دولة حديثة تقوم على أسس الديمقراطية، العدالة، والمصالحة الوطنية، ورغم التحديات الكبيرة، فإن هذه الإجراءات تعكس إرادة سياسية قوية لتحقيق تطلعات الشعب السوري في السلام والاستقرار والتنمية.