الثورة – غصون سليمان:
أطلق فريق “الباحثين التربويين” أنموذجاً تعليمياً إبداعياً جديداً يحمل اسم “KNOW-ART”، يهدف إلى تنمية مهارات البحث العلمي لدى الأطفال من خلال التعلم التفاعلي واللعب الإبداعي، في خطوة مبتكرة تسعى إلى إعادة تشكيل علاقة الطفل بالعلم والمعرفة.
وبين فريق الباحثين في ندوة تعريفية عقدت مؤخراً وحملت عنوان: “البحث العلمي المسلّي: التعلم من خلال المغامرة والتجربة”.
إن الأنموذج هو ثمرة جهود فريق الباحثين التربويين، وهو فريق علمي تنموي مستقل وغير ربحي، تأسس عام 2021، ويضم نخبة من الأكاديميين والخبراء التربويين من مختلف الجامعات السورية، وهم حسب الترتيب الأبجدي: د. آلاء حسن أبو ناصر، د. صباح عبد القادر عاصي، د. علا سمير الحلاق، د. غنى محمد جهاد موسى، أ. كندة عبد الرزاق لقموش، د. نبال محمد عيسى الملقي.
ويُعرف الفريق برؤيته التي تقوم على تطوير أدوات التعلم المعاصر في ضوء مقاربات حديثة تستجيب لاحتياجات الأطفال في عالم متغير.
متعة الاكتشاف
الإنجاز البحثي المبتكر هو فلسفة تعليمية ترتكز على المتعة والاكتشاف حسب تأكيد مداخلات الندوة ،حيث أوضحت عضوات الفريق أن أنموذج “KNOW-ART” ينطلق من فلسفة تعليمية معاصرة، تؤمن بأن البحث العلمي ليس حكراً على الأكاديميين، بل يمكن أن يكون مغامرة ممتعة يخوضها الأطفال بأسلوب تفاعلي، يشجعهم على طرح الأسئلة، والاستكشاف، والتجريب، في بيئة محفزة للخيال والإبداع.
محاور الندوة التعريفية ركزت على ستة محاور رئيسية، وهي: التعريف بفريق الباحثين التربويين ورسالته في تطوير التعليم، والتعريف بأنموذج KNOW-ART وأهدافه التربوية، ناهيك عن الفلسفة التربوية للأنموذج التي ترتكز على الدمج بين المعرفة والفن في بيئة تعلم نشطة، اضافة إلى خطوات تنفيذ الأنموذج داخل الصفوف التعليمية، وكذلك استراتيجيات التطبيق التربوي التي تجعل الطفل باحثاً صغيراً من خلال اللعب والملاحظة والتجربة.
والأهم هو إظهار أدوات التقييم المصممة لمتابعة تطور مهارات الأطفال البحثية وقياس الأثر الفعلي للأنموذج. مع بيان نموذج يدمج الفن والمعرفة في مغامرة تعليمية.
تحفيز فضول الأطفال
وحسب رأي عضوات الفريق، يُعد “KNOW-ART” أحد النماذج القليلة في العالم العربي التي تجمع بين المنهج العلمي ومقاربات الفن والتجريب، بهدف إثارة فضول الأطفال وتحفيزهم على التفكير النقدي والاستقلالية في التعلّم.
وخلال الندوة، تم التأكيد على أن هذا النموذج لا يسعى فقط إلى نقل المعرفة للأطفال، بل إلى بناء اتجاهات إيجابية نحو البحث العلمي منذ الصغر، بما يسهم في تكوين جيل مبدع، ناقد، ومشارك في إنتاج المعرفة.
في ختام الندوة، دعا الفريق التربوي إلى اعتماد مثل هذه النماذج في المناهج الوطنية، والعمل على تدريب المعلمين على تطبيقها، مشددين على أن الطفل السوري قادر على الإبداع إذا ما أتيحت له بيئة تعليمية مشوقة تدمج بين التعلّم واللعب والفن.