الثورة – متابعات
وصف الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، سقوط نظام بشارالأسد بأنه تحول استراتيجي غير مسبوق في الشرق الأوسط، معتبراً إياه “الحدث الأهم في المنطقة منذ سنوات”، وفرصة تاريخية لإنهاء واحدة من أكثرالفترات دموية في تاريخ سوريا المعاصر.
وخلال إفادته أمام مجلس النواب الأميركي، أكد كوريلا أن روسيا تدفع اليوم ثمناً سياسياً وعسكرياً باهظاً نتيجة دعمها العميق والمستمر للنظام السوري على مدى أكثر من عقد، مشيراً إلى أن “ما تواجهه موسكو الآن هو نتاج مباشرلانخراطها في دعم نظام قمعي دمّر شعبه ومؤسساته”.
وأوضح كوريلا أن النظام السابق في دمشق كان عنصراً محورياً في المشروع الإيراني الإقليمي، حيث عمل كوسيط حيوي لنقل السلاح إلى “حزب الله” اللبناني، وأتاح لإيران ترسيخ نفوذها، كما وفّر لروسيا موطئ قدم استراتيجي في قلب بلاد الشام. وأضاف: “النظام كان مجرد أداة بيد طهران، وسقوطه كسر الحلقة المركزية في مشروع قاسم سليماني المعروف بـ’الهلال الشيعي’ الممتد من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق”.
وفيما أقرّ بالتحديات التي تواجه الحكومة السورية الجديدة، لفت قائد “سنتكوم” إلى أن هناك جهوداً ملموسة لإرساء أسس حكم مستقر ومستدام بعد سنوات من الحرب. وقال: “لدينا اليوم فرصة لبناء نظام سياسي قادرعلى الصمود، يمنع انزلاق البلاد مجدداً إلى الفوضى أو تحوّلها إلى مصدر تهديد إقليمي أو حاضنة للتنظيمات المتطرفة”.
لكن في المقابل، حذّر كوريلا من الخطرالمتجدد الذي يمثله تنظيم “داعش”، مشيراً إلى أن التنظيم لا يزال يحتفظ ببنية تسمح له بإعادة ترتيب صفوفه.
وقال: “إذا تراجع الضغط العسكري عليه، فقد يتمكن داعش من إعادة فرض نفوذه في سوريا خلال أقل من عامين”.
وفي ختام إفادته، شدد كوريلا على أن اللحظة الحالية تمثل منعطفاً استراتيجياً يتطلب تعاملاً حذراً ومسؤولاً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تتابع تطورات المشهد السوري عن كثب، وتبقى ملتزمة بمواجهة الإرهاب ومنع عودة الجماعات المتطرفة إلى الواجهة.