الثورة – متابعات
أعلنت شركة “بينانس”، كبرى منصات تداول العملات المشفرة عالمياً، عن فتح خدماتها رسمياً أمام المستخدمين السوريين، في تطور لافت يأتي عقب قرار الولايات المتحدة رفع بعض العقوبات المالية المفروضة على سوريا الشهر الماضي، ما يتيح للسوريين الانضمام إلى السوق العالمية للعملات الرقمية لأول مرة منذ سنوات الحرب.
وذكرت الشركة في بيان صدر الخميس نقلته “رويترز”، أن المستخدمين داخل سوريا سيتمكنون من الوصول الكامل إلى جميع الخدمات التي توفرها المنصة، والتي تشمل التداول بأكثر من 300 أصل رقمي، من ضمنها البيتكوين، الإيثريوم، والعملات المستقرة.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، كشفت بينانس عن دعمها لتداول العملات الرقمية باستخدام الليرة السورية، مما يتيح للمواطنين شراء وبيع الأصول الرقمية مباشرة بالعملة المحلية، دون الحاجة إلى وسطاء أو تحويلات خارجية، وهو ما يُنتظر أن يُحدث فارقاً في بيئة المعاملات الرقمية داخل البلاد.
يمثّل قرار بينانس استجابة عملية للتغيّرات الجيوسياسية التي طرأت بعد تخفيف العقوبات الأميركية، والتي منحت المجال لبعض القطاعات الاقتصادية السورية للعودة إلى التعامل مع النظام المالي العالمي، وخصوصاً في مجالات التكنولوجيا والتمويل الرقمي، ويُنظر إلى هذا الانفتاح على أنه مؤشر على إعادة إدماج سوريا تدريجياً في المشهد الاقتصادي الدولي.
من شأن إتاحة الوصول إلى العملات الرقمية أن تفتح أمام السوريين، سواء في الداخل أو في الشتات، نافذة آمنة وفعالة لإجراء التحويلات المالية وتخزين القيمة وممارسة الأعمال، خصوصاُ في ظل القيود المصرفية المفروضة على النظام المالي السوري، وتراجع قيمة العملة الوطنية.
ويُتوقع أن يُسهم هذا الانفتاح في دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة في البلاد، وتشجيع تبنّي الحلول المالية الرقمية القائمة على تكنولوجيا البلوكشين.
وكانت انطلقت شركة باينانس عام 2017 على يد رجل الأعمال الصيني-الكندي تشانغبنغ تشاو، واستطاعت في فترة وجيزة أن تتحول إلى أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم من حيث حجم التداول، متقدمة على منافسيها بفضل تنوع خدماتها وانتشارها الواسع.
تُقدّم المنصة اليوم خدماتها في أكثر من 100 دولة، وتتيح لمستخدميها تداول مئات الرموز الرقمية والعملات المشفرة، كما تنشط في إطلاق مشاريع ناشئة، وتطوير منصات تعليمية، وتوفير محافظ إلكترونية، إلى جانب تشغيل شبكة “بلوكتشين” خاصة بها تُعرف باسم BNB Chain.

السابق