الثورة – فاتن حبيب
مازالت المائدة السورية تفتقر للسمك، رغم المساحات الكبيرة للمسطحات المائية، ولا يزال وجودها يعتبر ترفاً، لمن استطاع الشراء، لذلك كان لابدّ من إيجاد حلول تجعل المائدة عامرة بما لذّ وطاب من أنواع السمك البحري والنهري و سمك المزارع فما هي وظيفة ودورالمؤسسة العامة للأسماك.
الإنتاج شبه معدوم
وفق المؤسسة العامة للأسماك في العام الماضي سجلت إنتاج حوالي 19176 طناً، منها 2787 طناً من أسماك بحرية و11524 طناً أسماك مزارع عذبة و4865 طناً أسماك صيد ضمن المسطحات العذبة وإنتاج نحو 354844 أصبعية من أسماك الكارب والمشط في مراكز ومزارع الهيئة.
” الثورة ” التقت مدير عام المؤسسة العامة للأسماك إياد خالد خضرو مبيناً الصعوبات المختلفة التي يواجهها قطاع الثروة السمكية كاشفاً عن توقف معظم المشاريع في عهد النظام وكمية الإنتاج السنوي شبه معدومة من الأسماك منذ عقود قائلاً: إن المؤسسة تخطط حالياً لزيادة المخزون السمكي في الأنهار والمسطحات المائية وتشجيع مزارعي الأسماك في المزارع الخاصة وزيادة الإنتاج من أسماك المياه العذبة لتوفير السمك في الأسواق بما يتناسب مع دخل الفرد.
صعوبات ومواجهات
عرض خضرو لمجموعة من الصعوبات منها الصيد الجائر واستخدام وسائل صيد غير مشروعة وتأثيرها السلبي على المخزون السمكي وقلة الاستثمارات الموجهة لتربية الأسماك، وفي إنشاء المزارع الشاطئية والأقفاص العائمة، نتيجة قلة المساحات المخصصة على الشاطئ وارتفاع تكاليف استيراد مستلزمات المزارع البحرية وصعوبة تأمينها.
ومن التحديات يضيف خضرو عزوف المربين عن تربية الأسماك في المياه العذبة بسبب ارتفاع تكاليف التربية، بما في ذلك ضخ المياه وغلاء المواد الأولية للأعلاف وصعوبة تأمين الزريعة ونقص الآليات اللازمة لعمل الفروع والمراكز والمزارع لضمان الحماية على المسطحات المائية.
باشرنا تأهيل الثروة السمكية
خضرو توقع تحسن الإنتاج والثروة السمكية بعد رفع العقوبات وأقر بتحقيق تقدّم ملحوظ في الحدّ من ظاهرة الصيد الجائر والاستخدام غير المشروع لوسائل الصيد بالتعاون مع الجهات المعنية.
وأضاف خضرو أن المؤسسة باشرت بإعادة تأهيل المنشآت والمزارع المتخصصة بتربية وإنتاج الأسماك وتطوير صالات التفريخ وزيادة عددها وتجهيز ثلاث مفرخات في مزرعة مصب السن وقلعة المضيق وعين الزرقا والتحضير لمفرخين في مزرعة عين الطاقة ومزرعة سعلو في دير الزور مسقبلاً لتغطي مساحة سوريا للتوسع في إنتــــــاج إصبعيات أســماك المياه العذبة كماً ونوعاً من التفريخ الصناعي والطبيعي وتأمين الطلب المتزايد على الإصبعيات .
ولفت خضرو إلى بدء مشروعات استزراع المسطحات المائية بالإصبعيات في الأنهار والسدود والسدات المائية لزيادة المخزون السمكي وتأمين مصدر دخل للصيادين والمجتمع المحلي حول المسطحات، موضحاً أن الإصبعيات تستفيد من الغذاء الطبيعي المتوفر في تلك المسطحات ويصل بعضها إلى مرحلة التكاثر في المسطح المائي وتعويض الفاقد السنوي من خلال عمليات استزراع المسطحات.
وبين خضرو أن نجاح عمليات الاستزراع يتطلب حماية المسطحات من عمليات الصيد المخالف والجائر والالتزام بتنفيذ منع الصيد خلال فترات التكاثرونشر الوعي بين الصيادين لأهمية الحفاظ على المخزون السمكي في المياه العامة كثروة وطنية، والحفاظ على العاملين في مجال الصيد وضمان حقوقهم وبالتالي تخفيف البطالة والاستفادة من المردود الاقتصادي.
واقترح خضرو بيع الإصبعيات للمربين أصحاب المزارع الخاصة ومستثمري السدود لتأمين جزء من حاجتهم منها بسعر التكلفة وتلبية طلب المربين المتزايد من المؤسسة نتيجة نوعيتها الجيدة وخلوها من الأمراض وأسعارها المناسبة.
دعم مزارع السمك الأسرية
ودعا خضرو لبيع الاصبعيات للمزارعين بأسعار مخفضة بنسبة 50 بالمئة من سعر التكلفة للاستفادة من خزانات السقاية المتوفرة لديهم ضمن برنامج المزارع السمكية الأسرية وبهدف نشر ثقافة تربية الأسماك ضمن أحواض السقاية الخاصة بالمزروعات وتأمين المادة السمكية للمجتمع الريفي، إضافةً للاستفادة من الاستخدام المزدوج للمياه في إنتاج بروتين سمكي عالي الجودة وسقاية المزروعات على اعتبار أن مياه تربية الأسماك غنية بالمخصبات الآزوتية وتساهم في تخصيب التربة وتخفف من تكاليف إنتاج المحاصيل.