ذاكرة.. خصبة بنسيانها..!   

الثورة – لميس علي:  

هل يخطر لك أن تقوم بعملية تنظيف للذاكرة..؟ غسلها.. وتعقيمها من كل ما يثقلها.. أن نقتني (ذاكرة للنسيان) على رأي محمود درويش.. ذاكرة سريعة بنسيانها.. أي بتجديدها وتجدّدها تماماً كما نقوم بعملية تجديد وتنظيف لذاكرة أجهزتنا الذكية.. فنعيدها فارغة.. والمساحة التي تشغلها تساوي (المحصلة صفر).

يستحيل أو يصعب الوصول إلى (المحصلة صفر) في الحالة الآدمية.. لكن بالنسبة لبعض الأحداث والأشخاص والأشياء لربما امتلكنا (ذاكرة صفر).. فما يبقى هو (الأثر).. أو لمحة أثر.. وميضٌ لشيءٍ ما.

يحدث أن تتخلّص من أشياء مادية ملموسة لأنها تعيد إليك ذكريات لا ترغب باستعادتها وتريد الانتهاء منها ومن الحالة الشعورية التي تجعلك عليها، أو أن تمحو محادثات نُثرت بفعل علاقاتك على مختلف أنواع “تطبيقات الدردشة العديدة” تمحوها وكأنك تحذف جزءاً من ذاكرة ليست إلكترونية مقدار ما هي (شعورية محسوسة).

التحرر مما يُجهد ذاكرتنا، نوعٌ من امتلاك القوة والشجاعة، لأنه يشتمل على استغناءٍ عمّا كان يشكّل لنا معنىً فيما مضى، المعنى الذي يأتي من علاقتنا مع الأشياء (مادية ومعنوية).

وثمة حالة من التواصل “اللامرئي” مع تفاصيل هذه الأشياء يومي أو غير يومي.. أشياء تبدو عادية ظاهرياً، لكنها محمّلة بخصوصية وجاذبية بالنسبة لنا أو لغيرنا.. وهو ما يحقق فرادة المقتنيات، التجارب، الأشخاص، الأحداث، وتمايز تصوّرنا عنها جميعها.

ومع كل هذه الفرادة يحدث أن تسبّب ثقلاً لذاكرتنا.. وبالتالي نسعى للتخفيف.. المهم أن نعي أهمية التخلّص منها.. وليس مراكمتها وتكديسها من دون أي جدوى.

والعصر الحالي.. عصر الذكاء الاصطناعي يساعد لامتلاك هذا النوع من ذاكرة متجددة ليس فيها أي مجال (للأقدم).

المحو.. التخلّص.. الحذف.. الاستغناء.. تعني جميعها بشكل ما الوصول (لفراغ).. ذاك الفراغ المحبّب بما يعنيه من التحرّر من ثقل أمورٍ باتت تشكّل عبئاً أكثر ما هي مصدر جاذبية ومتعة.

في كتابه (الذاكرة، التاريخ، النسيان) تحدث “بول ريكور” عن ضرورة النسيان للنمو وإعادة البناء الذاتي وأن فضيلته الخاصة تكمن بفن التخلي، هو ليس فشلاً للذاكرة بل شرطٌ من شروط إمكانها.. بتعبير آخر إفساح المجال لمحاولات الملء/ الامتلاء من جديد.. يعني تجارب جديدة وخبرات أكثر حيوية.. الانتقال من حال لحال بما يعنيه من دليل حركة.

للأشياء من حولنا ذاكرة تبدو كعكاز يدعم الذاكرة الخاصة بنا، بمختلف أبعادها قريبة وبعيدة، عميقة أو هامشية.. وكل من الأشياء والأحداث والأشخاص هم من يحدّدون تصنيف حضورهم ضمنها.

ومع كل الحالات التي يُثيرها الأشخاص أو تجاربنا وأشياؤنا، ألا يبدو التخفّف مما يُتعب ويرهق ذاكرتنا، بما يُضمره من رغبة حياة، حالة انزياح إلى (الأنا)..؟ العودة إلى ذواتنا الأصيلة الـ(pure)، نقيةً من كل عوالق الحياة السلبية.. ألم يقل “ديفيد هيوم” أن الذات لا تتعدى كونها مجموع خبراتنا.

آخر الأخبار
دول عربية وأجنبية تدين التفجير الإرهابي بدمشق: هدفه زرع الفتنة وزعزعة الاستقرار الرسوم العجمية بأياد سورية ماهرة  سوريا: الهجوم الإرهابي بحق كنيسة مار الياس محاولة يائسة لضرب التعايش الوطني محامو درعا يستنكرون العملية الإجرامية بحق كنسية مار إلياس بريد حلب يطلق خدمة "شام كاش" لتخفيف العبء عن المواطنين حلاق لـ"الثورة": زيادة الرواتب إيجابية على مفاصل الاقتصاد   تفعيل قنوات التواصل والتنسيق مع الدول المستضيفة للاجئين  ضحايا بهجوم إرهابي استهدف كنيسة مار إلياس في الدويلعة تفجير إرهابي يستهدف كنيسة مار إلياس في دمشق ويخلّف أكثر من 20 ضحية "مطرقة منتصف الليل"... حين قررت واشنطن إسقاط سقف النووي الإيراني زيادة الرواتب بنسبة 200 بالمئة.. توقيت استثنائي تحسن القدرة الشرائية وتحد من البطالة   خبير اقتصادي لـ " الثورة":  الانتعاش الاقتصادي يسير في طريقه الصحيح  يعيد الألق لصناعتها.. "حلب تنهض"… مرحلة جديدة من النهوض الصناعي زيادة الرواتب 200%.. خطوة تعزز العدالة الاجتماعية وتحفز الاقتصاد الوطني  تأهيل المكتبة الوقفية في حلب بورشة عمل بإسطنبول الشيباني وفيدان يؤكدان أهمية مواصلة التنسيق الثنائي   غلاء أجور النقل هاجس يؤرق الجميع.. 50 بالمئة من طلاب جامعة حمص أوقفوا تسجيلهم تأثيرات محتملة جراء الأحداث على الاقتصادات والتجارة منع ارتداء اللثام لقوى الأمن الداخلي بحمص    "يا دهب مين يشتريك "؟ الركود يسيطر وتجار صاغة اللاذقية يشكون حالهم