الثورة- منهل إبراهيم:
عززت أميركا وأوروبا من تأييدها للحكومة السورية الجديدة بشكل بات ملحوظاً في الآونة الأخيرة، وآخرها رفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية، والتي غرقت فيها البلاد إبان حكم نظام الأسد المخلوع، وألغت الولايات المتحدة عبر أوامر رئيسها دونالد ترامب عقودا من السياسة الأميركية السلبية تجاه سوريا.
ولا زالت أصداء الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس ترامب تتردد في أروقة الصحافة الغربية حيث نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، تقريرا، قالت فيه إن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقّع أمرا تنفيذيا يرفع بموجبه معظم العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، معززا تأييده للحكومة الجديدة في دمشق”.
وقالت الصحيفة الأميركية: “إن هذه الخطوة، التي ألغت عقودا من السياسة الأميركية السلبية تجاه سوريا، جاءت في إطار إعلان مفاجئ لترامب في أيار خلال رحلة للشرق الأوسط، وفي محطة له في السعودية، التقى ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع”.
وتابعت “نيويورك تايمز”: “أعلن ترامب أن الرئيس الشرع، شاب وجذاب وقوي، وقال إن سوريا تستحق فرصة لإعادة البناء بعد حرب مدمرة بدأت في آذار/ مارس 2011″.
وأردفت الصحيفة: ” جيران سوريا العرب متلهفون لبدء إعادة إعمار سوريا، وهو مشروع لا يوفر فرصا للربح فحسب، بل يوفر أيضا فرصة لتحقيق الاستقرار” .
وأضافت “نيويورك تايمز” بأن: “العقوبات الأميركية الساحقة التي فرضت خلال فترة نظام الأسد، والتي يعود تاريخ بعضها لأكثر من 20 عاما، قد أبقت المستثمرين المحتملين على الهامش، وابتداء من الثلاثاء الماضي، يلغي الأمر التنفيذي لترامب العديد من تلك العقوبات، بما فيها المفروضة على الكيانات المرتبطة بالدولة مثل البنك المركزي السوري ومؤسسات مالية رئيسية أخرى”.
إلى ذلك، بين التقرير أن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، صرحت للصحفيين يوم الإثنين الفائت، بأن العقوبات ستظل مفروضة على الأسد، الذي فر إلى روسيا، وشركائه، بالإضافة إلى آخرين متهمين بانتهاكات حقوق الإنسان وتهريب المخدرات، فيما أضافت بأن: “ترامب يفي بوعده الذي قطعه في السعودية والذي صدم العالم”.
وأبرزت “نيويورك تايمز”: “تمدد هذه الخطوة الإجراءات التي اتخذتها إدارة ترامب في أواخر أيار لتوفير إعفاء فوري لسوريا من بعض العقوبات، كما يُكلّف أمر ترامب وزير الخارجية، ماركو روبيو، بدراسة ما إذا كان سيطلب من الكونغرس إلغاء حزمة عقوبات عام 2019 والمعروفة باسم قانون قيصر”.
وبحسب “نيويورك تايمز” قال ترامب، إن: “الولايات المتحدة ملتزمة بدعم سوريا مستقرة وموحدة وفي سلام مع نفسها وجيرانها، سوريا موحدة ستدعم الأمن والازدهار الإقليميين”.
وذكرت “نيويورك تايمز” بما قاله المبعوث الخاص للرئيس ترامب إلى سوريا، توماس باراك، في إحاطة صحفية يوم الإثنين الماضي بأن “إجراء ترامب سيمنحنا في الأساس فرصة شاملة لجميع الأمور التي نحتاجها لإعادة هذا الاقتصاد إلى مساره الصحيح” .
وأضاف باراك أن: المسؤولين الأميركيين لن يبنوا دولة في سوريا، ولن يُملوا شكل المجتمع السوري، ولا يقدمون إطار النموذج الديمقراطي الذي يجب تطبيقه وفقا لبنيتهم أو رغبتهم. بل إنهم يقولون إننا سنمنحكم فرصة”.
وسلطت “نيويورك تايمز” الضوء على تصريح وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، بأن “الأمر التنفيذي يمثل نقطة تحول تاريخية في تعافي سوريا بعد الحرب”، بينما قال في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: “هذا يزيل العقبة الرئيسية أمام التعافي الاقتصادي، ويفتح الأبواب لإعادة الإعمار والتنمية التي طال انتظارها”.
وأوردت “نيويورك تايمز”: “يُعد احتضان الرئيس ترامب للرئيس الشرع وحكومته أحدث ضربة للحكومة الإيرانية، التي دعمت نظام الأسد لعقود، وتمتعت بنفوذ سياسي وعسكري في سوريا، وسعت لإنقاذه من الإطاحة به وإسقاط نظامه”.
وقالت “نيويورك تايمز” “في اجتماع ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع في أيار، أذهل العديد من محللي الشرق الأوسط، مضيفة أن رفع العقوبات الأميركية “سيسمح بفك تجميد الأصول السورية الدولية، وتمكين الشركات الأجنبية من العودة إلى قطاعات رئيسية مثل البناء والطاقة والتجارة، واستعادة وصول دمشق إلى الأنظمة المالية العالمية والائتمان”.
ولفتت الصحيفة الأميركية لما صرح به براد سميث، القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، للصحفيين يوم الإثنين بأن العقوبات الأميركية التي فُرضت خلال حكم نظام الأسد قد حققت غرضها”.
وقال سميث: “لقد لعبت عقوباتنا دورا مهما في الحد من قدرة نظام الأسد على شن حرب ضد شعبه وإحباط جهود رفاقه لإثراء أنفسهم على حساب البلاد والشعب السوري”.
وتؤكد تصريحات واشنطن وقراراتها الإيجابية المتتالية، ومنها رفع العقوبات عن دمشق أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم سوريا مستقرة وموحدة، تتجاوز تبعات الماضي الأسود خلال حكم النظام المخلوع، وتلفت إلى أن سوريا الجديدة ماضية في إجراءاتها الإيجابية نحو البناء.