طرطوس – سمر رقية:
خسر الساحل السوري آلاف شجيرات الصبار خلال سنوات قليلة خلت والسبب الحشرة القرمزية، التي أصابت نبات الصبار في الساحل السوري منذ حوالي الأربع سنوات، وخلال هذه الفترة خسر مزارعوها الكمية الأكبر من مزروعاتهم.
لمعرفة المزيد عن الحشرة وأضرارها وطرق علاجها تواصلت مراسلة صحيفة “الثورة” مع المهندس الزراعي وائل حسين الذي حدثنا عن الحشرة وأضرارها وطرق الوقاية.
الحشرة وأضرارها
تتميز حشرة الصبار بلون أحمر داكن نظراً لإفرازها سائل الكارمن وهي مادة تستعمل كملون طبيعي في الصناعات الغذائية والمواد الصيدلية والتجميلية.
وأوضح حسين أن الحشرة تعيش ضمن مستعمرات أو مجموعات ذات أعمار مختلفة حيث تفرز مادة شمعية بيضاء على أجسامها لحمايتها من فقدان الماء والشمس المفرطة.
وتلحق هذه الحشرات خسائر مهمة في الإنتاج لكونها تقتات على نبات الصبار، حيث تمتص سوائله ما يؤدي إلى جفافه وموته في حالة شدة الإصابة إلا أن تناول فاكهة نبات الصبار المصابة لا يشكل أي ضرر صحي على المستهلك.
أماكن انتشار الحشرة
وبين م حسين أن هذه الحشرة تنتشر في مناطق زراعة الصبار (التين الشوكي ) في مناطق عديدة من العالم وأهمها: أميركا -المكسيك- استراليا- سيريلانكا- الهند- أفريقيا- قبرص- فلسطين والمغرب العربي ….الخ، لافتاً إلى أن الإصابة الأولى في بلدنا كانت في محافظة القنيطرة وريف دمشق عام 2014 ، بينما رصدت الإصابة الاولى في طرطوس عام 2022 ، و تركزت في منطقتي بانياس وطرطوس وبعدها انتشرت الإصابة لتشمل كافة مناطق المحافظة بسبب مناسبة الظروف الجوية لانتشارها من رطوبة عالية وحرارة معتدلة.
ومؤكداً أنه ومن خلال تتبع مواقع الإصابة في كافة المناطق لوحظ وجود الأعداء الحيوية، حيث تبين وجود مفترس كريبتولاموس مونتروزيري.
طرق المكافحة
عن مكافحة وعلاج هذه الحشرة بين حسين أن هناك عدة طرق منها الطريقة الميكانيكية وتتمثل بالتقليم وإزالة ألواح ونباتات الصبار شديد الإصابة وجمعها في أكياس نايلون محكمة الإغلاق ودفنها أو حرقها وإزالة مستعمرات الحشرة عن ألواح الصبار ميكانيكياً باستخدام ضغط ماء عالٍ وأدوات إزالة (كالمكانس وغيرها)، أما الطريقة الثانية فوقائية وتتمثل بعدم نقل فاكهة الصبار من المناطق المصابة بالحشرة إلى المناطق السليمة، وذلك من خلال استعمال الصناديق البلاستيكية بدل الخشبية لنقل الفاكهة بعد غسلها وتعقيمها تفادياً لدخول وانتشار الحشرة عبر وسائل النقل (الشاحنات)، حيث يساهم دخولها بين المناطق المصابة والسليمة بزيادة خطر انتشار هذه الحشرة .
طرق المعالجة
عن طرق معالجة الصبار المصاب أو التخلص منه أوضح حسين عدة طرق، ومن أهمها حرقه أو ردمه عند بداية ظهور الإصابة وتقليم كافة الأجزاء المصابة في الخريف وبداية الشتاء والتخلص منها لأنها تعتبر مصدر العدوى الأولية في الربيع الآتي، في حين إن المعالجة الكيميائية تكون برش نباتات الصبار في بداية ارتفاع درجات الحرارة في أواخر نيسان باستخدام الزيت الصيفي مخلوطاً بالمبيدات المتخصصة (مثل ثياميثوكسام- ايداكلوبرايد- لنتراك الخ) مرتين بفارق 15 يوماً مع مراعاة فترات الأمان قبل جني الثمار.
وختم م حسين حديثه ناصحاً بقلع نباتات الصبار المصاب بشدة في الحقل وطمره ضمن الحقل تفادياً لانتقال الإصابة إلى الحقول المجاورة وإدخال بعض الأصناف التي تختلف أوقات نضجها وتتميز بمقاومتها العالية للحشرة القرمزية ومن هذه الأصناف: بلارة- مرجانة- غالية- الكرامة- أنجاد- الشراطية- ملك الخ)، حيث إن هذه الأصناف تصلح لتغذية الماشية إضافة لكونها مقاومة للحشرة.