الثورة – هيثم قصيبة:
لا تزال الحرائق مشتعلة في مواقع عدة مسببة خسائر كبيرة في الغابات والغطاء النباتي والأشجار المثمرة في ريف اللاذقية الشمالي، خاصة محاور قسطل المعاف، ومحور البسيط – كسب، ومحور ربيعة، وانفجار ألغام متروكة في الغابات منذ عهد النظام البائد، وانبعاثات دخان مستمرة، وارتفاع ألسنة اللهب نتيجة تجدد بؤر النيران التي تلتهم الغابات الحراجية والأشجار.
وتستمر الحرائق على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من عناصر الدفاع المدني السوري وكافة فرق الإطفاء الداعمة لها، وأيضاً دخول الطيران التركي والمروحيات والآليات التركية على خط المساندة عبر التنسيق ما بين الحكومة التركية ووزارة الطوارئ والكوارث السورية، إلا أن العوامل الطبيعية كصعوبة التضاريس الجبلية الوعرة وعدم وجود طرق وخطوط نار والظروف المناخية كارتفاع درجات الحرارة والجفاف واليباس وقدم المعدات والتجهيزات والآليات، كلها من العوامل التي أدت إلى تأخر السيطرة على الحرائق.
وتشير تقديرات الأضرار إلى التهام الحرائق لخمسة آلاف هكتار من مساحة الغابات والأراضي الزراعية، ويواصل فرق الدفاع المدني وعناصر الإطفاء وجميع الجهات المعنية بذل جهود وطاقات جبارة على مدار الساعة لإخماد الحرائق وإنقاذ أهالي القرى المحاصرة بكتل اللهب المتطايرة، وإبعادهم عن مصادر النيران.
وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث قد أكد أنه تمت الاستعانة بأكثر من ٦٢ فريقاً للمشاركة في عمليات إطفاء الحرائق وبمتابعة حثيثة، من جهته محافظ اللاذقية محمد عثمان قام بجولة فورية إلى مواقع الحرائق ووقف ميدانياً على جهود العناصر والفرق التي تستبسل لإخماد النيران، وكتب على صفحته الشخصية على الفيسبوك قائلاً: “بقلوب يملؤها الأسى والحسرة نتابع جميعاً مشاهد الحرائق المؤلمة التي تلتهم جمال جبالنا الشامخة، هذه الجبال التي كانت رئة محافظتنا ورمزاً لطبيعتنا الخلابة”، موضحاً أنه لخسارة عظيمة أن نرى هذه المساحات الخضراء التي هي جزء لا يتجزأ من هويتنا وجمال أرضنا تتحول إلى رماد، مثمناً عبر منشوره الجهود الجبارة والتضحيات التي يبذلها فرق الدفاع والطوارئ والحراج وجميع المتطوعين الشرفاء الذين يخاطرون بحياتهم لإخماد النيران وبعث الأمل بالنفوس.
محطة كهرباء البسيط خارج الخدمة
وأدت الحرائق إلى خروج محطة تحويل البسيط عن الخدمة نتيجة تضرر بعض مخارج التوتر المتوسط ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بجميع المناطق التي تغذيها المحطة، إضافة إلى توقف مضخات المياه عن ضخ مياه الشرب.
وتعمل الفرق الفنية على تقييم الأضرار وإزالة الشبكات المتضررة بالتعاون والتنسيق مع فرق الدفاع المدني والفرق الداعمة لها بهدف تأمين سلامة الموقع وإعادة التيار الكهربائي وضخ المياه من مضخات المياه.
كما وتتعاون فرق حراج مديرية زراعة اللاذقية مع فرق الدفاع المدني وكافة الفرق المحتشدة لفتح خطوط نار يدوية في المواقع الصخرية التي لا يمكن للآليات الوصول إليها وهذا الإجراء الوقائي يهدف إلى منع تمدد النيران، وتشمل العمليات التي تقوم بها الفرق إزالة طبقة التورب لقطع مسارات الحرائق المشتعلة إضافة إلى عزل المناطق والمواقع المحترقة عن تلك المتضررة.
استجابة فورية
كما استجابت فرق الهلال الأحمر العربي السوري بصورة فورية إلى استغاثات القرى المتضررة من الحرائق بريف اللاذقية الشمالي وبالتنسيق مع وزارة الطوارئ، وتوفر الفرق إسعافات أولية بالمكان للمصابين وحالات الاختناق مع الاستمرار بتأمين المياه لعمليات الإطفاء، وتقييم الوضع في المناطق المتضررة والعائلات حيث يقدر عددهم بنحو 665 عائلة.
وكان لمؤسسة المياه دورها البارز في مساندة الفرق المعنية، إذ استنفرت بكامل معداتها وكوادرها الفنية والخدمية لدعم وإسناد فرق الدفاع وعناصر الإطفاء، وقامت بتجهيز المناهل ومصادر المياه في المناطق القريبة من الحرائق لتقديم الدعم اللازم للفرق في إطار الجهود المستمرة لإخماد الحرائق المندلعة.
وأكد المكتب الإعلامي في المؤسسة أن العمل جارٍ على تأمين وصول المياه بشكل مستمر إلى صهاريج الإطفاء إضافة إلى تزويد الفرق العاملة في الميدان بجميع الإمكانيات المتاحة للمساهمة في الحد من انتشار النيران والحفاظ على سلامة الأهالي والممتلكات.
الجدير ذكره هو أنه تم إخلاء الأهالي من قبل فرق الإطفاء لقرى زنزف، وبيت حسين، وبيت الوالي، والوادي، وبركة الحلوة، والخضرة، وكشيش، والغسانية، والمحمودية، وبيت قنطرة، وغيرها من القرى المجاورة لمصادر النيران، وذلك بهدف حمايتهم من تمدد الحرائق.. وننوه بأن النيران حاصرت رجال الإطفاء على محور قسطل معاف بسبب قوة النار المشتعلة وانتشار الكتل الملتهبة بسبب اشتداد سرعة الرياح.. ويستحق كل الفرق العاملة على إخماد النيران تقديم حوافز مجزية وطبيعة عمل متناسبة مع جهودهم المبذولة.