الثورة – سمير المصري:
تعتبر الدراجات النارية الوسيلة الأكثر شعبية بمحافظة درعا، ولكنها تعتبر الأكثر خطراً على المواطنين بشكل عام، وعلى سائقي هذه الدراجات ومعظمهم من فئة الشباب واليافعين والأطفال، وتعتبر هذه الدراجات سلاحاً ذا حدين باعتبارها وسيلة نقل ضرورية للكثير من المواطنين في تلبية احتياجاتهم واستخدامها كوسيلة نقل لهم في ظل صعوبة توفر وسائل النقل العامة وارتفاع أجور السرفيس وسيارات الأجرة.
ولم يعد مشهد الدراجات النارية والتي يقودها أطفال ويافعون لم يبلغوا سن الرشد بعد في أحياء مدينة درعا، وفي مدن وبلدات وقرى المحافظة، مجرد تفصيل عابر في يوميات الناس، بل تحوّل إلى كابوس حقيقي تعيشه العائلات والمواطنون يوميا، حيث تتجول آلاف الدراجات بلا ضوابط، وبلا رخص، وبلا أدنى احترام لحياة الآخرين.
وما ينتج عن رعونة وطيش سائقي هذه الدراجات من حوادث الموت، والتي تتكرر بشكل يومي في مختلف أنحاء المحافظة، إذ لا يكاد يخلو يوماً وإلا نسمع عن وقوع حوادث للدراجات النارية وحصول وفيات وحصد للأرواح، بالإضافة لحدوث إصابات خطرة من كسور وإعاقات وغيرها من الحالات الأخرى.
فمعظم طرقات المدن والبلدات والقرى بالمحافظة تحولت إلى مضمار سباق بين الأطفال والمراهقين الذين يتباهون بالسرعة والقيادة العشوائية لهذه الدراجات وقيامهم بحالات مزعجة من تشبيب ووضع أصوات مزعجة لهذه الدراجات، ولاسيما في فترات المساء والليل في الأسواق والحدائق وبين المنازل، بينما الأهالي يعيشون في رعب دائم على أنفسهم وأطفالهم.
وبالرغم من الشكاوى الكثيرة من قبل المواطنين للجهات المعنية بالمحافظة وقيامها بين الحين والآخر بحملات للحد من هذه الظاهرة، ولكن ليس هناك حتى الآن أي رادع قانوني وفعلي لكبح هذه الظاهرة، والتي أصبحت مصدر خطر وإزعاج للمواطنين، خاصة في أوقات القيلولة والنوم.
وأكد الكثير من المواطنين لصحيفة الثورة على أنه لا بد من قيام الجهات المعنية في المحافظة من التعاون والقيام بحملة ميدانية وصارمة على هذه الظاهرة المزعجة، ومصادرة أي دراجة غير نظامية ومن دون لوحة يقودها أطفال ويافعون، ومنع دخول هذه الدراجات إلى الأحياء السكنية والأسواق والحدائق حفاظاً على أرواح المواطنين، وتطبيق عقوبات مشددة بحق المخالفين.
وحسب إحصائية المستشفيات العامة بمحافظة درعا خلال الفترة الأخيرة، بينت أنه لا يكاد يمضي يوم وتستقبل فيه المستشفيات العامة والخاصة بالمحافظة العديد من الحوادث، وما ينتج عنها من وفيات وإصابات وغيرها، وأوضحت أن نسبة الوفيات جراء حوادث هذه الدراجات بالمحافظة بلغت أكثر من 60 بالمئة، بالإضافة لحصول الكثير من الإصابات الخطيرة من كسور وإعاقات وحالات شلل وغيرها من الحالات الأخرى.
فيما بينت مديرية النقل أن عدد الدراجات النارية بالمحافظة بلغ حتى نهاية العام الماضي أكثر من 50 ألف دراجة نارية مرخصة، فيما تزايد هذا العدد منذ بداية العام الحالي بشكل كبير، بينما يصل عدد الدراجات النارية غير المرخصة إلى أضعاف أعداد الدراجات المرخصة.
وأخيراً.. لابد من عدم السكوت على هذه الفوضى، والتي لم يعد مقبولاً أن يُترك أمن الناس وسلامتهم تحت رحمة دراجات الموت التي يقودها أطفال وشباب طائش، غير آبهين بسلامة وراحة المواطنين.